فوق رؤوس زائري القاعة الأرضية من فندق"فينيسيا انتركونتيننتال"في بيروت، كانت تحوم فراشات غير مرئية. وحده الناظر إلى المشهد العام وقوفاً، عن الدرج المؤدي إلى القاعة يلاحظ ذلك. في الخامس عشر من الشهر الجاري، انقلبت صورة القاعة المخصصة للمؤتمرات، فاستحالت صالة واسعة، غابت عنها كراسي الخطباء وجمهورهم القليل. افترش اللونان الأحمر والذهبي المكان، لإضفاء جو رومانسي، دام أثره حتى اختتام معرض"أعراسنا"المتخصص بتنظيم الأفراح في نسخته السادسة، مساء أول من أمس. الصورة تشبه تلك التي ترسم في قصص الأطفال الخيالية، فتحوم فيها الفراشات الملونة فوق رؤوس المحبين. المعرض الذي تنظمه شركة"بروموتيم"يقام سنوياً، في التوقيت نفسه تقريباً. أما الغرض منه، فتسهيل مهمة العروسين لإيجاد أفكار مميزة وجريئة لزفاف موعود. لكن كيف يسهل القيمون على المعرض مهمة العروسين؟ تتأبط فتاة عشرينية ذراع شاب لا يكبرها كثيراً. يجولان في الأجنحة المتخصصة بتنظيم الأعراس."هذا المحبس لا يتناسب لونه مع لون الفستان"، تقول الفتاة إلى العامل في جناح خاص بالمجوهرات. قيمة المحبس تفوق الألفي دولار، ويضارب لونه مع لون الفستان، بالتأكيد أنقذ الشاب من موقف محرج، ربما كان ليكلفه رواتب أربعة اشهر مقبلة. لم تخف تنهيدة الشاب الطويلة ابتسامة ارتسمت فجأة على شفتيه. أل"كوبلات"أو أل"مشاريع أزواج"هم المستهدف الأول من هذا المعرض. وعلى رغم ما يشاع عن قلة أعداد"المخطوبين"في لبنان، فإن صالة المعرض غصت بالزائرين. محلات الأقمشة والأثاث والمفروشات احتلت المقدمة، فنثرت مفروشاتها ذات الألوان الداكنة، تحت إضاءة تميل إلى الأحمر، لإضفاء جو رومانسي يخاطب مشاعر الزائرين ويقلل من أهمية المبالغ الكبيرة المرفقة بالمعروضات. في تلك الصالة عرضت نحو 120 شركة متخصّصة في مجال الأعراس"كلّ المستلزمات لضمان نجاح حفلة الزفاف". تفانى العاملون في دور الأزياء ومحلاّت المجوهرات ومؤسّسات تنظيم حفلات الأعراس ومحلاّت الأدوات المنزليّة والمصوّرون ومنظّمو رحلات الأحلام، في إقناع الزائرين باحتراف شركاتهم، ليصل الأمر ببعضهم إلى تقديم هدايا وعروض خاصة إلى بعض الزائرين. تضمن المعرض عروض أزياء لأكثر المصمّمين ودور أزياء لبنانية وعالمية، أمثال: جان فارس وبابو لحّود ومي صبح وفيليتشينا وتوفيق ورامي سلمون وبوتيك داياموني وأكتيال. القدرة العالية على تحويل كل تفصيل صغير إلى قضية مصيرية، يزيد من تخصص واحتراف المعرض. فكثير من الزائرين لم يكن يعلم قبلاً أن بطاقات الدعوة والشكر ولوائح الأعراس والورود والشموع حساسة إلى درجة أنها قد تفشل عملية الزواج.