باتت حفلات الأعراس تجارة مربحة لمنظميها بعدما تعددت الابتكارات، ما يترك المقبلين على الزواج امام خيارات واسعة لانتقاء أدق التفاصيل التي قد تشمل... اختيار شريك أو شريكة للعمر! معرض "أعراسنا" الذي تنظمه "بروموتيم" للسنة الثانية على التوالي في فندق "فينيسيا" أفخم فنادق العاصمة اللبنانية، يضع في تصرف العروسين كل مستلزمات حفل الزواج وتحضيراته. وغص هذا العام بعشرات المشاركين والزوار المقبلين على الزواج لبنانيين وعرباً، خصوصاً ان "موسم الأعراس" بات على الأبواب وهو ينشط بحسب منظمي مثل هذه الحفلات بين شهري حزيران يونيو وأيلول سبتمبر. وان كان بعضهم يختار مناسبات خاصة لزواجه كعيد الحب أو تواريخ ميلاد أحد الخطيبين. والصندوق الزجاجي الذي وضع عند مدخل المعرض ليضع فيه كل خطيبين قسيمة اشتراك في سحب تجريه شركة "بارتر كارت" المتخصصة في تأمين متطلبات الأعراس كان يمتلئ يومياً بعشرات القسائم ما جعل مندوبة الشركة تتوقع "موسماً حافلاً". اجنحة المعرض كثيرة وغنية بكل المغريات والمنافسة على أشدها لاستقطاب الزائرين. شبان وشابات تلمع خواتم الخطوبة في أصابعهم. وبعض الفتيات اصطحبن أمهاتهن، وافقن على ان تتولى مؤسسة كل تفاصيل حفل الزواج بما فيها شهر العسل مما يوفر الوقت والتعب. والمعرض "مناسبة للاطلاع على الأفكار"، كما قالت رنا وخطيبها محيي الدين "فالسوق واسعة وعروضها لكل المستويات، ونحن نبحث عن الأوفر رغم مساعدة الأهل لنا". وإذ يؤكد محيي الدين تمسكه وخطيبته بحفل الزواج التقليدي تشدد رنا على "انها فرحة العمر ولا يمكن ان أتخلى عنها أبداً". "يريدون الأحسن بأرخص الأسعار" انطباع لخصته ممثلة احدى الشركات، وأضافت: "نحاول تأمين ما يريدونه لقاء عمولة نحصل عليها من المحال التي توفر المتطلبات فيما يحصل العروسان على حسومات بنسبة تصل الى خمسين في المئة". وتضيف: "هذا يعني ان كلفة الحفل قد تبلغ ألف دولار أو عشرة آلاف بحسب رغبة العروسين". ويعترف الخطيبان مصطفى ونهلة انهما "لولا مساعدة الأهل لما كان بإمكانهما اقامة حفل الزواج وهو تقليد يشابه الواجب ولا يمكن الاستغناء عنه". أجنحة المعرض لم توفر شيئاً بدءاً من جهاز العروس من بياضات "ولانجري" واوان فضية وأدوات السفرة وتجهيزات المنزل المختلفة، وصولاً الى فستان العرس الذي تفننت الخياطة في تقديم أجمله. وإذا كان اللون الأبيض بتدرجاته هو اللون التقليدي لفستان العرس فثمة من تجرأ على صبغه بالأحمر الأمر الذي استهوى كثيرات، كما طال التحديث بزة العريس إذ لم تعد خيارات العرسان مقتصرة على اللونين الأسود والكحلي بل تجاوزتهما كما قالت مندوبة بوتيك رجالي الى الرمادي والأبيض والبيج وطالت السترة ورُصعت بدبوس الماسي وأزرار فانتازية. وغلب على المجوهرات المعروضة لزينة العروس الماس والذهب الأبيض واللؤلؤ. وفي المعرض مجال واسع لاختيار زينة قاعة حفل الزواج التي لم تعد تحتكرها الزهور، إذ باتت تنافسها البالونات البيض والفضية المملوءة بغاز الهيليوم والمزينة بالأشرطة، وخيار آخر لاختيار المأكولات المقدمة بأساليب جذابة ملفتة وان كان أحد أصحاب المؤسسات يأخذ على اللبنانيين "حرصهم على جعل ثمار البحر طبقاً أساسياً في حفلات أعراس تقام في "عز الصيف وأمام برك السباحة ما يؤدي الى فسادها بسرعة". ولا ينسى المعرض الزفة وتصوير الحفل وعروض الليزر والألعاب النارية وسيارة الليموزين وشوكولا الضيافة وعروض تمضية شهر العسل في الخارج. وتخللت المعرض عروض أزياء خاصة بفساتين الأعراس وبزات العرسان وعروض للزفة اللبنانية والمصرية والبدوية. وفي احدى زوايا المعرض خصص جناح لفيكي شرفان لا يحوي الا أوراقاً صغيرة تروّج لموقع على انترنت لمن يرغب بالتعرف على شريك العمر، تقوم فيكي المتخصصة بعلم النفس بتأمينه وفق طلبات يملأها طالب الزواج، وأغلب هؤلاء لبنانيون يعيشون في الخارج.