تجددت الآمال بإمكان التوصل الى هدنة جديدة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل، خصوصاً بعد اعلان الرئيس ياسر عرفات ان مدير الاستخبارات العامة المصرية اللواء عمر سليمان سيصل الى رام الله غداً حاملاً معه "افكاراً متعددة". ومن المقرر ان يتوجه رئيس الحكومة الفلسطينية احمد قريع ابو علاء الى قطاع غزة الاسبوع المقبل للشروع في حوار مع الفصائل المسلحة في شأن الهدنة، هو الاول منذ توليه منصبه قبل نحو شهرين. راجع ص4 وتأتي هذه التحركات غداة اعلان مؤسس "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ أحمد ياسين استعداد الحركة لمناقشة اتفاق لوقف النار مع قريع. ومما يعزز فرص اعلان هدنة وشيكة، امتناع فصائل المقاومة الفلسطينية عن تنفيذ هجمات داخل اسرائيل في الايام الاخيرة، وفي الوقت نفسه، امتناع اسرائيل عن تنفيذ عمليات اغتيال وقصف واجتياحات عسكرية واسعة في المناطق الفلسطينية. وخلال وجوده في رام الله، يلتقي سليمان الرئيس عرفات ورئيس حكومته، لكن الزيارة لا تشمل لقاءات مع فصائل المعارضة، وان كان من المرجح ان يلتقي مسؤولين اسرائيليين. وقالت مصادر فلسطينية واخرى مصرية ل"الحياة" ان الفصائل والقوى الفلسطينية التي اعلنت الهدنة في السابق، خصوصا "حماس" و"الجهاد"، موافقة في نهاية المطاف على هدنة جديدة، لكن بشروط اهمها ان تكون الهدنة متبادلة وان توقف اسرائيل كل اشكال العدوان. وكانت مصر نجحت الصيف الماضي في اقناع خمسة فصائل فلسطينية في اعلان هدنة من طرف واحد تبدأ في 29 حزيران يونيو الماضي وتستمر لمدة ثلاثة اشهر. وفعلا دامت الهدنة أكثر من 50 يوماً، لكنها انهارت في اعقاب اغتيال اسماعيل ابو شنب أحد قياديّ "حماس" في 21 آب اغسطس الماضي ردا على هجوم استشهادي في القدس.