قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس، ان الجيش"لن يقبل بأي انتهاك"لحقوق السجناء العراقيين، مصراً في الوقت ذاته على أن غالبية الجنود البريطانيين تصرفت"بشرف". وجاءت تصريحات بلير بعدما نشرت محكمة عسكرية بريطانية في قاعدة أوزنابروك شمال ألمانيا 22 صورة يظهر فيها جنود يسيئون معاملة معتقلين عراقيين، في اليوم ذاته الذي انطلقت فيه محاكمة ثلاثة منهم. واعتبرت الصحف البريطانية ان الفضيحة تعري الحجج الاخلاقية التي ساقتها الحكومة لتشن الحرب على العراق. وأوضح بلير أمام مجلس العموم أن"الجميع يرى هذه الصور مروعة وفظيعة ولا توجد ببساطة كلمات أخرى لوصفها"، في اشارة الى صور ظهر فيها معتقلون عراقيون عراة. وتابع أن"الغالبية المطلقة من 65 ألف جندي بريطاني خدموا في العراق، تصرفت بامتياز وشجاعة وشرف كبير. وفيما نعرب عن اشمئزازنا من هذه الصور، يجب أن لا نسمح لهذه التصرفات بأن تسيء الى السمعة الجيدة التي تستحقها القوات البريطانية المسلحة". وكان العريف أول دارين لاركين 30 عاماً أقر أول من أمس بتورطه في ضرب معتقل عراقي، لكنه رفض تهماً"بالتصرف الفاضح"تتعلق بإرغام معتقلين على التعري أمام بعضهما بعضاً. كما رفض دانيال كينيون 33 عاماً والعريف أول مارك كولي 25 عاماً الاتهامات ذاتها. وجاء ذلك في وقت تواصلت جلسات المحكمة العسكرية حيث وُصف العريف كينيون بأنه"بطل حرب أنقذ حياة جنود آخرين". وأصر محامي كينيون على أن موكله كان يُنفّذ أوامر قائده الذي طالب بوقف اللصوص في معسكر في البصرة عام 2003 وهي الفترة التي يعتقد بأن الانتهاكات ارتكبت خلالها. وفي هذا الاطار، استغلت الصحف البريطانية أمس، الصور الجديدة لتوجيه انتقادات الى حكومة بلير لشنها الحرب على العراق. ففي وقت وصفت صحيفة"ذي صن"الصور في عنوانها الرئيسي العسكريين بأنهم:"برابرة... منتهكون... بريطانيون"، جاء في"دايلي مايل":"بغض النظر عن التبريرات التي تنفرد المحكمة العسكرية في تقريرها، فإن الصور التي ننشرها اليوم تعد استهزاءً بالحجة الأخلاقية لحرب يفترض أنها شنت في سبيل الديموقراطية والحرية وحقوق الانسان".