سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صور الجنود البريطانيين «معذبي السجناء» تثير صدمة لدى الصحافة البريطانية بينما تستمر محاكمة جنود آخرين بنفس التهمة.. «بلير» يصف التجاوزات بأنها «غير مقبولة إطلاقاً»
عبرت الصحف البريطانية أمس الأربعاء عن صدمتها للصور التي نشرت وتظهر جنودا بريطانيين يسيئون معاملة سجناء عراقيين وعنونت مقالاتها ب«صور تثير الصدمة» و«عار على بريطانيا». وخصصت صحيفة «ذي صن» المحافظة الأكثر انتشارا في بريطانيا صفحاتها الخمس الأولى لصور التجاوزات التي ارتكبت بحق معتقلين عراقيين «اعمال وحشية بربرية (...) بريطانية». وتساءلت الصحيفة في مقالها غداة افتتاح جلسات محاكمة ثلاثة جنود بريطانيين متهمين باساءة معاملة سجناء في العراق في 2003 في اوسنابروك (شمال المانيا) ان «البلاد تطرح اسئلة اليوم: كيف سمح الجيش البريطاني بحصول مثل هذه الفظاعات؟». وفي هذه المناسبة نشرت 22 صورة لفظاعات ارتكبت. وكتبت صحيفة «ديلي ميل» (يمين) انه «عار على بريطانيا». ونشرت الصحيفة على صدر صفحتها صورة جندي يقف الى جانب سجين عراقي موثوق اليدين. واكد احد محرريها ان «لذلك عواقب وخيمة على سمعة بريطانيا». وذكرت صحيفة «ذي تايمز» (يمين) انه «عار على الجيش». وقالت الصحيفة ان «صور اذلال عراقيين عار على الجيش» في بلد تعتبر فيها المؤسسة العسكرية فخرا وطنيا وتحاول السلطات منذ التدخل العسكري في العراق في آذار (مارس) 2003 التأكيد على انها تختلف عن الأميركيين. وقالت صحيفة «ذي اندبندنت» (يسار وسط) التي نشرت تسع صور ظهرت فيها تجاوزات على المعتقلين العراقيين «سلسلة التجاوزات البريطانية». اما صحيفة «فايننشال تايمز» فقالت ان «صور السجن في العراق تضع الجيش في موقف محرج». ورأت صحيفة «ديلي اكسبرس» ان «صور (التعذيب) عار على الجيش». ٭ على الصعيد نفسه، بدأ اليوم الثاني من محاكمة ثلاثة جنود بريطانيين متهمين بسوء معاملة معتقلين العام 2003 في العراق امام محكمة عسكرية بريطانية في اوسنابروك في شمال المانيا. ويحاكم العسكريون دانيال كينوين ودارين لاركين ومارك كولي بتهمة الاعتداء على مدنيين عراقيين كانوا معتقلين وارغامهم على التظاهر بممارسات جنسية في مستودع في البصرة في جنوب العراق حيث تنتشر غالبية القوات البريطانية في العراق. وقد وجهت في النهاية تسع تهم الى العسكريين الثلاثة الذين ينتمون الى كتيبة الرماة الملكية البريطانية. وأمام المحكمة العسكرية المؤلفة من قاض ومن لجنة محلفين من سبعة اعضاء اعترف لاركين (30 عاما) الاثنين في اليوم الأول من المحاكمة بتهمة الاعتداء على رجل. لكن اكد براءته من تهمة اخرى هي القيام بتصرفات غير لائقة. وقال محاميه وليام انغلاند ان «لاركين يشعر بالخجل لتصرفه غير المقبول وهو يدرك انه لطخ سمعة عائلته وكتيبته». في المقابل اكد المتهمان الآخران كينيون (33 عاماً) وكولي (25 عاما) براءتهما. وفي لندن دان رئيس هيئة اركان الجيش البريطاني مايك جاكسون «كل التجاوزات«التي يرتكبها عسكريون في حق معتقلين موضحا «سندرس بطبيعة الحال نتائج هذه المحاكمة ونرى ما اذا كانت تثير اسئلة جديدة بالنسبة للجيش». ويفيد الادعاء ان المتهمين ارتكبوا افعالهم في حدود 15 ايار/مايو 2003 في مخزن للأغذية معروف باسم «بريد باسكيت» (سلة الخبز) الواقع في ضاحية مدينة البصرة التي تسكنها غالبية شيعية. ٭ من جانبه، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس الأربعاء ان التجاوزات «على اشكالها غير مقبولة اطلاقاً»، في وقت تتواصل في المانيا محاكمة ثلاثة جنود بريطانيين متهمين بسوء معاملة معتقلين في العراق. واضاف المتحدث «ان وجهة نظره واضحة جدا مفادها ان سوء المعاملة على اشكالها غير مقبولة اطلاقا ولن يسمح بها». الا انه تابع ان «نشاطات كل الذين يخدمون في العراق لا يجب ان تقاس على اساس اتهامات موجهة ضد عدد قليل» منهم.