نشرت"الحياة"مقالاً للدكتور عبدالكريم محمد الأسعد في 21/1 عنوانه"وجهان وصنوان لا يختلفان... فماذا عدا مما بدا؟". لقد حفل المقال المذكور بلغة مطنبة في تشويه الحقائق أرى من واجبي ان أرد على بعضها بالنقاط التالية. 1- إن عرفات الذي وصفه الكاتب بالخائن هو قائد وطني يعتبره شعبه الفلسطيني بطلاً ورمزاً، وانتخبه رئيساً لسلطته الوطنية. ولا بد من ان الكاتب قد شاهد، كما شاهد الجميع، انه عندما كانت حياة الرئيس عرفات في خطر خرجت جموع الفلسطينيين بقضها وقضيضها في جوف الليل لتخرق حظر التجول الذي يفرضه جيش الاحتلال، ولتقوم بحماية رئىسه وتجديد البيعة له. ولا يمكن لأحد ان يدعي ان هذه الجموع بشيبها وشبانها ونسائها وأطفالها، كان يتم توجيهها للقيام بهذه الخطوة والمخاطرة بحياتها التي تتهددها بنادق الاحتلال. فلا يمكن ان تتحرك هذهالجموع للدفاع عن خائن، إلا اذا اعتبر الدكتور الأسعد ان هذه الجموع هي جموع خائنة تدافع عن خائن. 2- لم نسمع صفة التخوين تطلق على الرئيس عرفات يرحمه الله حتى من أشد فصائل العمل الوطني معارضة لنهج المفاوضات. فالإخوة في حركة"حماس"و"الجهاد الإسلامي"لم يطلقوا هذه الصفة الخطيرة على الرئيس عرفات، بل وفي مناسبات كثيرة تحدث قادة هذه الفصائل عنه باعتباره رمزاً للبطولة والصمود، بل وطالبوا"أبو مازن"بالالتزام بالخط الذي سار عليه. 3- تحدث الكاتب عن مؤامرة اسرائىلية لتهجير الفلسطينيين، وأن الرئيس عرفات كان ضالعاً فيها. ليأخذنا الدكتور على قد عقلنا، باعتباره يبدو مطلعاً على خفايا الامور ليزودنا بالتفاصيل التي نجهلها. وأرجو منه ان يتكرم بإطلاعنا على مصادره الموثوقة التي تؤهله لمعرفة اتفاقات سرية على هذه الدرجة من الخطورة. أرجو ألا يكون ذلك من خلال أسعد الأسعد، عضو الكنيست عن حزب الليكود اليميني. 4- بحسب معلوماتي البسيطة، فإن الرئيس عرفات هو مفجر الثورة الفلسطينية وقائدها حتى وفاته. ولكن اللغة التي يتحدث بها الدكتور الأسعد توحي بأنه يتحدث من خندقه على الجبهة. فلو تكرّم وأعلمنا من اي خندق يخاطبنا حتى نلتحق بفيلقه. فصاحب هذه اللغة النارية لا بد من ان يكون نال شرف الشهادة من زمن، أو أصيب على الأقل في احدى المعارك. ندعو للدكتور الأسعد بالهداية وأن يتقي الله في ما يكتب. جدة - شاهر سعيد [email protected]