صعدت اسرائيل وتيرة الحرب النفسية على الفلسطينيين وصلت ذروتها بترتيب رئيس الوزراء الاسرائيلي وأركان جيشه اجتماعاً خصص للبحث في"الخطط العسكرية المعدة للتنفيذ ضد قطاع غزة"لوقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية المحلية الصنع، فيما اكدت مصادر عسكرية اسرائيلية"احتمال"القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق تشمل شمال القطاع ووسطه وجنوبه، قبل البدء بتنفيذ خطة فك الارتباط الاحادية الجانب من غزة"لمنع الانسحاب تحت النيران". ونقل عن شارون قوله خلال جولة في معبر قطاع غزة الشمالي على حاجز"ارز"العسكري، لأركان جيشه:"افعلوا كل ما هو ممكن لوقف صواريخ القسام في اتجاه البلدات الاسرائيلية". واكدت مصادر عسكرية اسرائيلية رفيعة المستوى لصحيفة"يديعوت أحرونوت"ان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ورئيس الاركان موشيه يعالون وكبار الضباط"الميدانيين"في قطاع غزة عرضوا على شارون عدداً من الخطط العسكرية المختلفة تراوح بين تنفيذ"عمليات دقيقة وعملية واسعة في المناطق الاشكالية". وقالت الصحيفة ان شارون"يرى ان مسؤولية وقف اطلاق النار من القطاع تقع على الحكومة الاسرائيلية من دون علاقة لذلك بما يفعله أبو مازن "الرئيس الفلسطيني الجديد. واستبعدت المصادر ذاتها تنفيذ عملية على غرار"حملة السور الواقي"التي أعاد من خلالها احتلال المدن الفلسطينية في الضفة الغربية العام 2002، لكنها اضافت"ان هناك خططا كهذه. ومع اقتراب موعد الفصل، قد يكون صحيحا الخروج بحملة كبيرة لمنع لانسحاب تحت النيران"الفلسطينية. وأوضحت الصحيفة ان الجيش الاسرائيلي"يحاول تبريد اجواء الحرب التي تولدت في الايام الاخيرة". ونقلت عن المصدر العسكري"انه ليس هناك ما هو اسهل من خوض حرب مكثفة، لكن هذا يعني استسلاماً لما تسعى اليه التنظيمات الارهابية". وتطرقت الصحيفة باسهاب الى تفاصيل"الخطة الحربية للسيطرة على غزة"، بما في ذلك احتمالات استقدام قوات تعمل الآن في الضفة الغربية وتولي الجيش مهمة ادخال المواد الغذائية الى مليون وثلاث مئة الف فلسطيني في القطاع، ستغلق كل المعابر في وجوههم في حال تنفيذ هذه الخطة. وأشارت الى ان"العملية العسكرية"قد تطاول شمال القطاع بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا ووسطه في منطقة دير البلح ومخيمي النصيرات والبريج ، ورفح في جنوبه. وأبرزت صيفة"هآرتس"التوجه ذاته، ناقلة عن مصادرها العسكرية تأكيدها ان"الجيش يستعد لحملة عسكرية واسعة وغير مسبوقة، من ناحية حجمها في القطاع في حال واصلت السلطة الفلسطينية الامتناع عن العمل ضد التنظيمات الفلسطينية المسلحة". ويأتي التصعيد في اللهجة الاسرائيلية في الوقت الذي توجه فيه الرئيس محمود عباس الى غزة للقاء ممثلي الفصائل والحركات الفلسطينية وفي مقدمها حركتا"حماس"و"الجهاد الاسلامي". وفي رد على التهديدات الاسرائيلية، قال عباس في مقابلة مع إذاعة"صوت فلسطين"ان هذه التهديدات"غير مبررة على الاطلاق. وهي ان دلت على شيء فانها خطة مبيتة لهذه الاعمال الاسرائيلية التي بدأت بها في وقت اداء القسم الدستوري... قدمنا برنامجاً واضحاً. وهنا نتساءل هل الجانب الاسرائيلي يريد برنامجاً معتدلاً ام لا؟ سبق وان اجتاحت اسرائيل مناطق في القطاع لأسباب وذرائع تراها مناسبة. واذا ارادت ان تبحث عن ذرائع فيجب وقفها، اذا كان ذلك مخططا له فإنه استمرار للعدوان".