فيما اتجه مجلس الشيوخ الاميركي امس الى تثبيت تعيين كوندوليزا رايس وزيرة للخارجية، كشف مصادر البيت الابيض ل"الحياة"ان الاسابيع القليلة المقبلة ستشهد"تطوراً نوعياً على صعيد الديبلوماسية الاميركية العامة لجهة دعم التيارات الاصلاحية في الدول العربية". جاء ذلك فيما كانت الوزيرة الجديدة رايس تقدم توجهاتها امام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي، وقد ركزت فيها على وجود"فرصة مؤاتية للسلام"في الشرق الاوسط، وأبدت صراحة"ترددها في في تحديد جدول زمني"لانسحاب القوات الاميركية من العراق مشددة على أولويتي اعادة الاعمار وتشكيل قوات عراقية قادرة على ضبط الامن. ووصفت ست دول هي بيلاروسيا وكوبا وايران وبورما وكوريا الشمالية وزيمبابوي بأنها"مواقع متقدمة للطغيان". وجعلت رايس من العودة الى الى الديبلوماسية شعار سياستها، قائلة ان"الوقت المناسب للديبلوماسية هو الآن". واوضحت المصادر ان البيت الابيض"سيعمل يداً بيد مع وزارة الخارجية لإعطاء زخم لعملية التحول نحو الاصلاح والديموقراطية في اطار مشروع الشراكة من اجل المستقبل في الشرق الاوسط وشمال افريقيا"، والذي تبنته واشنطن ودول مجموعة الثماني خلال قمة سي آيلاند في حزيران يونيو الماضي. وقالت إن الرئيس جورج بوش"سيتبنى شخصياً دعوات من مؤسسات اميركية لإطلاق سراح معتقلين سياسيين في عدد من الدول العربية، كما سيدعى اصلاحيون عرب لزيارة واشنطن واطلاع الرأي العام الاميركي على تطورات الاوضاع في بلدانهم. ولم تستبعد المصادر ان يتم ترتيب لقاءات مع مسؤولين اميركيين"لإصلاحيين يتمتعون بالصدقية في بلدانهم". وركزت المصادر على ان"مستوى الدعم الذي قدمته الادارة خلال فترتها الاولى لإستراتيجية التحول الديموقراطي في المنطقة لم يعد كافياً، وبات يهدد بتقويض صدقية المشروع برمته ما لم نتحرك على هذه الجبهة في شكل اكثر تصميماً". ولفتت الى ان رايس، في كلمتها الافتتاحية خلال جلسة مجلس الشيوخ امس، اقتبست كلمات من كتاب الوزير الاسرائيلي ناتان شارانسكي بعنوان"حجة من اجل الديموقراطية"، مشيرة الى"مجتمعات الخوف"في المنطقة والحاجة الى تطبيق معايير تحدد مدى حرية الدول المعنية. ومعروف ان بوش يعكف على قراءة الكتاب، كما اوصى بقراءته لكثير من الذين التقى بهم خلال الفترة الاخيرة. وكان بوش التقى الكاتب الشهر الماضي خلال زيارة للأخير استهدفت الترويج لكتابه في اميركا. الى ذلك، تصدرت عناوين الحرب على الارهاب والأزمة العراقية محاور جلسة استماع لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي الى وزيرة الخارجية المعينة كوندوليزا رايس أمس، والتي ينتظر أن تمنحها الثقة اليوم بعد تعهدات من رايس بوضع خياري"الديبلوماسية"و"السلام في الأراضي المقدسة"كأولويات لبرنامجها في الأربع سنوات المقبلة. ودافعت رايس 50 عاماً، التي تعتبر أول افريقية أميركية في هذا المنصب والثانية بعد هنري كيسنجر تنتقل من منصب مستشارة الأمن القومي الى الخارجية، عن قرارات الحرب على العراق وأفغانستان"الصعبة لكن الضرورية والصائبة بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001"، مشيرة أن"خطة الحرب التي وضعتها وزارة الدفاع كانت مناسبة"على رغم"مواجهة ظروف لم تكن متوقعة مسبقاً". ووعدت رايس ب"اصلاح العلاقات ومد اليد الى الحلفاء"في الحرب على الارهاب، وأكدت أن اعادة الاعمار في العراق والعمل على بناء الجيش العراقي"يشكلان هدفين رئيسيين للخروج من الأزمة". وحددت عازفة البيانو وعاشقة كرة القدم الأميركية استكمال جهود الحد من انتشار الأسلحة النووية والعمل مع الأممالمتحدة وحلف الشمال الأطلسي كأولوية في برنامجها وفي التعامل مع الخطر النووي الايراني ومع كوريا الشمالية. وصنفت رايس، المقربة من الرئيس جورج بوش أكثر من سلفها كولن باول،"الديموقراطية والاصلاح وحماية الأقليات والحريات المدنية"كخلفية أساسية للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط الكبير وقارنت الوضع اليوم بالحرب الباردة، داعية"العالم الحر الى المساعدة في التغلب على تيار الكراهية والقمع"في المنطقة. وقالت رايس بعد أسئلة صعبة من أعضاء بارزين في اللجنة بينهم جوزيف بايدن والمرشح الديموقراطي السابق جون كيري، أنها تنوي"الانخراط بقوة في النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي"والعمل"على انتهاز الفرصة التاريخية والوصول الى اتفاقية سلام". وتركت رايس خيار تعيين مبعوث خاص للمنطقة مفتوحاً، وأكدت أن بناء المؤسسات الفلسطينية ومحاربة العنف"أساسيان في التوصل الى حل"، وأشارت الى أن قضايا الحل النهائي"يتم بحثها بين الطرفين في الوقت المناسب".