على غرار ما حدث في العام 2004، استهلت السنة الجارية بنشاط دولي كثيف في مجال اكتشاف الكون، مع"تنافس"اميركي - اوروبي واضح. في السنة الفائتة، سجل الاميركيون سبقاً بانزالهم روبوتين متحركين "سبيريت"و"اوبورتشونيتي" على المريخ، فيما فشل نظراؤهم الأوروبيون في إنزال الروبوت"بيغيل"على الكوكب نفسه. في السنة الجارية، تغيّر الوضع قليلاً. ارسلت وكالة"الفضاء والطيران"الاميركية "ناسا" المركبة"ديب امباكت"في مهمة تعتبر الاولى من نوعها في التاريخ، لأنها تتضمن الهبوط على كويكب"تامبل 1"وتفجير سطحه الخارجي لاحداث حفرة بحجم ملعب كرة قدم، بهدف التعرف الى تركيبه الداخلي. لذا، يتوقع ان تعطي"ديب امباكت"المعلومات الاولى عن النواة الصلبة للكوكيبات والنيازك، بما يمكن الانسان من التصدي لمخاطر اصطدام الارض بها. وكذلك تزيد في المعرفة عن اصل النظام الشمسي وظهور الحياة فيه وما الى ذلك. في المقابل، يسجل الاوروبيون انجازاً يصفه بعضهم بأنه الأهم منذ هبوط الانسان على القمر 1969 مع هبوط المسبار"هويجنز"على سطح القمر"تايتان"التابع لكوكب زحل، في اواخر الاسبوع المنصرم. تأتي اهمية الانجاز من تفرد"تايتان"، بين الأجرام السماوية المختلفة في مجموعتنا الشمسية، بامتلاك الغلاف الجوي الأكثر شبهاً بغلاف الأرض في المجموعة الشمسية. يبث"هويجنز"المعلومات عن تركيب"تايتان"وجوه الى مركبة الفضاء الاميركية"كاسيني"، التي اوصلته الى القمر الزحلي، قبل ان تضع نفسها في مدار ثابت حول الكوكب عينه. تبث"كاسيني"بدورها المعلومات الى الارض، لتلتقطها الرادارات الضخمة العاملة في مشروع"شبكة الفضاء العميق"التي تديرها وكالة"ناسا". في هذه المهمة، يظهر التعاون الاميركي - الاوروبي وكأنه حل محل التنافس بينهما. يكفي القول، اضافة الى المعلومات السابقة، ان"كاسيني"حملت المسبار الاوروبي، الذي يبلغ وزنه 319 كيلوغراماً، لمدة سبع سنوات لايصاله الى هدفه الزحلي! يوضح هاني محمد الضليع، العضو في"الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك"ان المسبار الاوروبي"سيزيد معرفتنا بأصل المجموعة الشمسية"، وأشار إلى أن المسبار يبث المعلومات أولاً بأول إلى"كاسيني"الموجودة على ارتفاع 60 ألف كيلومتر منه. ويحمل"هويجنز"أجهزة متطورة لقياس الحرارة والضغط وحركة الرياح، ولتحليل التركيب الكيماوي للغلاف الجوي وغيرها.