قرر صرب البوسنة تصعيد مقاطعتهم للمسلمين البوسنيين بمنعهم من المشاركة في حكومة الكيان الصربي، فيما وصف المسلمون هذه الاجراءات بأنها"مواصلة في تأجيج الحقد العرقي وسكب المزيد من الزيت على النار". ونقل تلفزيون بانيالوكا عاصمة الصرب في شمال غربي البوسنة عن رئيس جمهورية صرب البوسنة دراغان تشافيتش امس، انه"لا مكان لمشاركة حزب العمل الديموقراطي - الاسلامي في الحكومة الجديدة التي يقوم بتشكيلها بيرو بوكيلوفيتش". وأوضح تشافيتش ان هذا القرار"سببه مخططات المسلمين لالغاء وجود الجمهورية الصربية كيان صرب البوسنة والهيمنة على كل البوسنة". والى ذلك، افاد زعيم مسلمي الكيان الصربي عادل اوصمانوفيتش لصحيفة"دنيفني آفاز"الصادرة في ساراييفو امس، ان تشافيتش"مصمم على اغلاق كل ابواب التعاون مع المجتمع الدولي، وان اختياره بوكيلوفيتش المتشدد مثله لرئاسة الحكومة، جاء لتعزيز موقفه في هذا المجال". وأضاف اوصمانوفيتش:"اننا نشعر بارتياح لبقائنا خارج الحكومة الجديدة، لأننا لا نريد ان نكون اداة تجميلية لحكومة يقودها حزبان، احدهما يتلقى تعليماته من رادوفان كاراجيتش - الملاحق بجرائم حرب الحزب الديموقراطي الصربي والآخر يتزعمه فويسلاف شيشيلي - المعتقل لدى محكمة لاهاي الحزب الراديكالي الصربي وبرنامجهما يتركزان على المواجهة مع المجتمع الدولي والطرفين البوسنيين المسلم والكرواتي". ومعلوم ان برلمان صرب البوسنة يضم عادة نحو 15 نائباً مسلماً ينتخبهم النازحون المسلمون من الكيان الصربي الذين يحق لهم التصويت، من بين 84 نائباً يتكون منهم البرلمان، وكان التقليد يقضي باسناد منصبين وزاريين غير رئيسيين الى المسلمين في حكومات صرب البوسنة. ومن جانبه، اتهم ممثل المسلمين في هيئة الرئاسة البوسنية رئيس حزب العمل الديموقراطي - الاسلامي سليمان تيهيتش، السياسيين الصرب بأنهم"يوجهون صرب سريبرينيتسا شرق البوسنة - في الكيان الصربي لمنع عودة سكانها المسلمين اليها". وأوضح ان"امرأة مسلمة قتلت في وقت تواصلت الاعتداءات على الاماكن الدينية الاسلامية ومنازل المسلمين العائدين الى سريبرينيتسا، ومن دون ان تتخذ السلطات الصربية في المدينة أي اجراءات ضد مرتكبي هذه الجرائم". ووصف تيهيتش ممارسات السياسيين الصرب تجاه العلاقات العرقية في البوسنة، بأنها"التعمد في تأجيج الاحقاد، من خلال مواصلة سكب الزيت على النار". ويذكر ان الصرب، كانوا سحبوا ممثليهم في السلطات المركزية البوسنية، وأوقفوا كل تعاونهم مع المسؤولين الدوليين وممثلي المسلمين، احتجاجاً على اجراءات عقابية اتخذها الممثل الدولي الاعلى بادي اشداون ضد السلطات الصربية بسبب عدم تعاونها مع محكمة جرائم الحرب في لاهاي. المساعدات الاميركية المتوقفة ومن جهة اخرى، قررت الولاياتالمتحدة الاستمرار في وقف مساعداتها لبلغراد خلال عام 2005 بسبب عدم تعاون حكومة صربيا مع محكمة لاهاي، وخصوصاً رفضها تسليم القائد العسكري السابق لصرب البوسنة الجنرالي راتكو ملاديتش. وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر، ان"المساعدات التي تقرر حجزها بالنسبة الى العام الحالي تبلغ 73.6 مليون دولار، بينها عشرة ملايين دولار كان يتعين تقديمها فوراً". وأشار باوتشر الى ان واشنطن ستعيد النظر في موقفها، اذا وفرت الحكومة الصربية ادلة على التزامها بتلبية مطالب محكمة لاهاي، في موعد اقصاه نهاية ايار مايو المقبل.