اتهم وزير الداخلية اليوغوسلافي زوران زيفكوفيتش الجيش اليوغوسلافي بأنه كان مطلعاً على اتصالات اجرتها مؤسسة لتجارة الاسلحة تابعة للدولة مع العراق، لكنه يلزم الصمت إزاء هذا الانتهاك للعقوبات التي تفرضها الاممالمتحدة. ووسط اشارات الى "اعداد سيناريو لتصفية حسابات" في البوسنة، تحدثت أنباء صحافية عن احتمال إقالة مسؤولين صرب فيها. ونقلت وكالة "اسوشيتد برس" عن وزير الداخلية اليوغوسلافي قوله انه "متأكد من ان جهاز الامن العسكري كان يعرف كل تفاصيل الأمر، الى آخر وثيقة. لكنهم لم يحذروا الحكومة". وكانت الحكومة أقرت الاسبوع الماضي بأن مؤسسة رسمية لتجارة الأسلحة انتهكت الحظر الدولي على العراق، باصلاح بعض محركات طائراته وإمداده خدمات أخرى عسكرية لم تُكشف طبيعتها. وجاء إقرار بلغراد بعد اسبوعين على ظهور أدلة تشير الى ان مصنعاً تابعاً لصرب البوسنة تعاون مع مؤسسة "يوغو إيمبورت" الرسمية لتجارة السلاح باصلاح طائرات عسكرية عراقية. واثارت المعلومات انتقادات أميركية وغربية. ونقلت صحيفة "دنيفني افاز" الصادرة في ساراييفو عن السفير الأميركي في البوسنة كليفورد بوند قوله ان "شركات بوسنية مارست تجارة الأسلحة في صورة غير مشروعة". وذكرت ان المسؤول الدولي الأعلى في البوسنة بادي اشداون أشار الى أن الاجراءات الخاصة بصفقات الأسلحة ستشمل مسؤولين كباراً في سلطات صرب البوسنة. ولم تستبعد الصحيفة ان يكون في مقدم الذين سيصدر اشداون قراراً باقالتهم، كل من ميركو شاروفيتش الممثل الصربي في هيئة الرئاسة البوسنية رئاسة الجمهورية الثلاثية المشتركة بين المسلمين والصرب والكروات ودراغان تشافيتش رئيس الجمهورية الصربية كيان صرب البوسنة. ووصف تلفزيون عاصمة صرب البوسنة، مدينة بانيالوكا، ما يحدث في البوسنة الآن بأنه "اعداد سيناريو لتصفية حسابات مع الأطراف التي لا ترتاح اليها جهات دولية معينة، بعدما وجهت الفئات القومية ضربة قاسية الى العناصر الموالية لدول أجنبية أكثر من ولائها لشعوب بلادها". وكان الناطق باسم الخارجية البوسنية عامر كابيتانوفيتش أكد عدم امتلاك الحكومة أي معلومات عن قضايا صفقات الأسلحة. ونقلت الصحف البوسنية عن خبراء تسلح، انه لا يمكن أن تكون للبوسنة الآن قدرات على تزويد العراق ما يحتاجه من سلاح "لأن لديه خبراء وامكانات صناعية للأسلحة أفضل بكثير مما لدى البوسنة". وسيزور وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بلغراد، في زيارة وصفت بأنها "تتعلق بالاتهامات الموجهة الى البوسنة ويوغوسلافيا في شأن صفقات الأسلحة التي تنتهك الحظر الدولي". وتمهيداً للزيارة، طلبت الحكومة الاتحادية من كل الشركات اليوغوسلافية تزويدها العقود الخارجية الخاصة بالأسلحة، خلال السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة. ونقلت صحيفة "نوفوستي" الصادرة في بلغراد عن وزير الداخلية الاتحادي زوران جيفكوفيتش، ان الحكومة الاتحادية اطلعت على عقود التعاون العسكري مع العراق، وتأكدت من ان يوغوسلافيا "لا تملك الصواريخ التي تناولتها الاتهامات في شأن الأسلحة الصربية للعراق، ولا يمكن تصنيعها في المعامل اليوغوسلافية". ونفى رئيس "الحزب الراديكالي الصربي" فويسلاف شيشيلي ما رددته وسائل اعلام غربية من انه حصل على 7 ملايين دولار مقابل توسطه لابرام صفقات أسلحة صربية للعراق.