اعلنت أسر نحو ثمانية آلاف مسلم قتلتهم القوات الصربية اثناء استيلائها على مدينة سريبرينيتسا شرق البوسنة في تموز يوليو 1995 انها ستتقدم بشكوى لمطالبة الصرب بدفع التعويضات عن اقربائها المغدورين، واكد المشرفون الدوليون والزعماء المسلمون قانونية هذا الطلب. وأفادت رئيسة "اتحاد امهات ضحايا سريبرينيتسا" منيرة سوباشيتش في تصريح نقله تلفزيون ساراييفو امس، ان الشكوى "ستقدم الى المحكمة الدستورية لجمهورية البوسنة - الهرسك ضد كل من: صرب البوسنة وصربيا والجبل الأسود، ويزيد مبلغ التعويض المطالب به على بليوني دولار". وأوضحت ان الشكوى "اصبحت مستوفية للأصول القانونية، بعدما اعلنت حكومة صرب البوسنة اعتذارها لأقارب الضحايا واعترفت رسمياً بارتكاب الصرب للجريمة". ودعا سليمان تيهيتش العضو المسلم في هيئة الرئاسة البوسنية رئيس حزب العمل الديموقراطي - الإسلامي المسلمين البوسنيين الى التبرع من اجل توفير المال اللازم لمتطلبات رفع شكوى امهات ضحايا سريبرينيتشا، ومتابعتها محلياً ودولياً. دعم الشكوى وأكد المسؤول الدولي في البوسنة بادي اشداون، انه "يدعم شكوى تعويض ضحايا سريبرينيتسا، كونها مستوفية للشروط القانونية". وحذر صرب البوسنة من عواقب كارثية "في حال مواصلة عدم تعاونهم مع محكمة لاهاي وإخفاقهم في القبض على المتهمين المطلوبين بارتكاب جرائم حرب". وكان اشداون فصل قبل نحو شهرين 60 من المسؤولين الصرب، من بينهم وزير الداخلية ورئيس البرلمان، بتهمة المساعدة في استمرار فرار زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش وقائده العسكري الجنرال راتكو وغيرهما من المطلوبين بارتكاب جرائم حرب. إلى ذلك، وصفت وسائل الإعلام الصادرة في ساراييفو امس، الاعتذار الصربي، بأنه "لن يكون كافياً، ما لم ترافقه اجراءات ملاحقة الذين ارتكبوا جريمة سريبرينيتسا وكشف كل ملابسات المذبحة التي حلّت بسكان المدينة". ودعت صحيفة "دنيفني آفاز" حكومة صرب البوسنة، الى "المشاركة الجدية مع الأطراف الدولية والبوسنية في كشف كل المذنبين بمجزرة سريبرينيتسا وتقديم المعلومات الكاملة عنهم من اجل إنزال العقاب العادل بهم".