تعززت المقاطعة السنية للانتخابات العراقية بانسحاب قائمة قيادي بعثي سابق إثر اعتقاله على يد القوات الأميركية، فيما أكد"الحزب الاسلامي العراقي"الذي انسحب قبل أسابيع، نية قوى سياسية"مهمة"في المقاطعة. وجاء ذلك في وقت اتهم مرشحون للانتخابات المقرر اجراؤها في 30 الشهر الجاري أعضاء في الحكومة الموقتة باستغلال مناصبهم و"تسخير"مقدرات الدولة في خدمة حملاتهم الانتخابية. كما انضمت صحيفة"نيويورك تايمز"الأميركية النافذة أمس، الى قائمة المطالبين بارجاء الانتخابات، محذرة من"اندلاع حرب أهلية"تؤثر في استقرار المنطقة. وأكدت الصحيفة التي تؤثر عادة في صوغ الرأي العام السياسي الاميركي والتي عارضت الحرب على العراق ووقفت ضد تجديد ولاية الرئيس جورج بوش، في افتتاحيتها أن"الوقت حان للتحدث عن ارجاء الانتخابات"، وحذرت بوش من الاسراع في"اعلان النصر والبدء بسحب القوات الاميركية"بعد اجرائها. واعتبرت"أن الانتخابات المقبلة بدأت تتجه أكثر فأكثر نحو السيناريو الأسوأ، أي الحرب الأهلية بين السنّة والشيعة، ما سيؤدي الى زعزعة الاستقرار في كامل الشرق الأوسط"، الأمر الذي يصب في مصلحة"الارهابيين". ورأت"أن الارجاء لن يحل كل المشاكل، لكنه سيوجه رسالة الى السنّة مفادها أن مخاوفكم أخذت في الاعتبار"، مشيرة الى ارتكاب واشنطن"أخطاء جسيمة"في علاقتها مع هذه الطائفة. في هذه الأثناء، أعلنت"الجبهة الوطنية لوحدة العراق"انسحابها من الانتخابات بسبب اعتقال القوات الأميركية أمينها العام الشيخ حسن زيدان خلف اللهيبي في 31 الشهر الماضي. وقال عبدالسميع خليل جبارة العبيدي نائب الأمين العام للجبهة:"يبدو أن الانتخابات لا تحظى باهتمام الجانب الأميركي وان ليس هناك حصانة لمسؤول أي كيان سياسي له قائمة انتخابية ويقودها بنفسه". وتابع أن قرار الجبهة الانسحاب يعود أيضاً الى"تردي الأوضاع الأمنية في عموم البلاد"، مؤكداً:"سبق أن طلبنا تأجيل الانتخابات لمدة ستة أشهر، لكن لم تحصل الموافقة على طلبنا هذا". وكان اللهيبي 58 عاماً رئيساً للأكاديمية العسكرية العراقية في عهد الرئيس السابق صدام حسين، كما شغل مناصب عسكرية رفيعة وحصل على رتبة فريق عام 1996. وفي الاطار نفسه، كشف اياد السامرائي نائب رئيس"الحزب الاسلامي العراقي"أن قوى سياسية"مهمة"مثل جماعة"الائتلاف الوطني الديموقراطي"بزعامة توفيق الياسري و"الكتلة العراقية المستقلة"، تنوي الانسحاب من الانتخابات التي اعتبر أنها ستكون"ناقصة"لضعف المشاركة فيها. من جهة أخرى، اتهمت أحزاب سياسية مرشحة للانتخابات مسؤولين حكوميين باستغلال مناصبهم للترويج لقوائمهم. وأوضح عزيز الياسري المنسق العام لقائمة"التيار العراقي الديموقراطي"وأحد مرشحيها ل"الحياة"أن"الوزراء الذين يمثلون الأحزاب السبعة الكبيرة عملوا منذ البداية على تعيين أعداد كبيرة من الموالين لهم في وزاراتهم". كما أكد زعيم"حزب الأمة العراقية"مثال الآلوسي ل"الحياة"أن"شركة جيمس البريطانية للاعلام والدعاية"أبرمت"عقداً بقيمة 200 مليون دولار لتنظيم دعاية الحملة الانتخابية لكبرى القوائم الانتخابية الحكومية". وفي القاهرة الحياة، دعا شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي، لدى استقباله السناتور الاميركي جون كيري، العراقيين - سنة وشيعة - الى المشاركة في الانتخابات المقبلة حتى تتحدد مسؤوليات الحكومة، مشيراً الى أن هذا أمر لا بد من حدوثه"وإلا ستستمر المصائب"، واصفاً ما يحدث في العراق الآن بأنه"نكبة دينية ودنيوية". وأكد البيت الابيض أمس وقف عمليات البحث عن اسلحة دمار شامل في العراق رغم ان فرق التفتيش الاميركية لا تزال موجودة في هذا البلد. وقال الناطق باسمه سكوت ماكليلان"هذا ما بلغني على ما اظن"، معلقا بذلك على معلومات اوردتها صحيفة"واشنطن بوست"عن توقف عمليات البحث عن اسلحة دمار شامل قبل عيد الميلاد. واوضح ان رئيس مجموعة المفتشين في العراق تشارلز دولفر"ما زال يجمع كل العناصر وسيدرجها في تقريره الختامي الذي سيسلم الشهر المقبل".