تناقضت تصريحات قادة «ائتلاف العراقية» الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق إياد علاوي في مسألة مقاطعة «جبهة الحوار» التي يتزعمها النائب صالح المطلك للانتخابات، احتجاجاً على حرمان زعيمها من الشاركة في هذا الاستحقاق. وفيما أكدت الجبهة في بيان مقاطعة جميع مرشحيها الانتخابات ، نفت مصادر قيادية في «العراقية» ذلك ، مؤكدة ان «المقاطعة تقتصر على بعض القياديين في الجبهة». وكانت «جبهة الحوار» التي يتزعمها المطلك أعلنت مساء أول من أمس مقاطعتها الانتخابات. وقال القيادي في الجبهة حيدر الملا ان «اعضاء الجبهة المرشحين قرروا الانسحاب». وأضاف ان «القرار استجابة لرغبة الجماهير وفي ضوء تقريرين أميركيين اتهما مسؤولي هيئة المساءلة والعدالة بتنفيذ أجندات إيرانية بدأت تؤثر في الحياة السياسية في العراق». وكان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريموند أوديرنو اتهم رئيس هيئة المساءلة والعدالة أحمد الجلبي والرئيس التنفيذي للهيئة علي اللامي ب «الارتباط بفيلق القدس الايراني وتنفيذ اوامره باستبعاد بعض المرشحين»، مؤكداً ان «هناك معلومات استخباراتية تفيد بأن لإيران تأثيراً كبيراً في مواقف الجلبي واللامي، وأنهما حضرا اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين كبار». بدوره، اكد القيادي في «جبهة الحوار» خالد الراوي ل «الحياة» ان «جميع مرشحي الجبهة وقعوا وثيقة للتضامن مع قادتها «. وعزا قرار الانسحاب الى «وصول الجبهة الى قناعة كاملة في ان الانتخابات لن تكون نزيهة وستعبث بها الأيدي الإيرانية لمصلحة عملائها». وزاد أن الجبهة «وجهت مذكرة الى كل الكيانات المنضوية في ائتلاف العراقية والكيانات الوطنية تطالبها بمقاطعة الانتخابات حتى لا تضفي شرعية على فوز عملاء طهران»، مشيراً الى انه «لا يمكن المشاركة في ظل سياسة التهميش والإقصاء للكيانات والاحزاب الوطنية لأن المشاركة ستكون من دون جدوى». إلى ذلك، أكد قياديون في «ائتلاف العراقية» ان «الائتلاف لن يقاطع الانتخابات وسيشارك فيها بقوة». وقالت الناطقة باسم القائمة ميسون الدملوجي ل «الحياة» ان «العراقية ستواصل حملتها الانتخابية وستنزل الى الساحة بقوة خلال الايام المقبلة». وأضافت ان « ميثاق الشرف الذي وقعته الكيانات الرئيسة هو الذي شجعها على المشاركة لأنه اذا طبقت بنوده سيكون كفيلاً بضمان نزاهة الانتخابات». وكان ممثلو الكيانات السياسية الرئيسة وهي « ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي و»ائتلاف العراقية»، بزعامة علاوي، و»الائتلاف الوطني العراقي»، بزعامة عمار الحكيم، و»التحالف الكردستاني» وقعوا الاربعاء الماضي «ميثاق شرف» يمنع استخدام موارد الدولة في الدعاية الانتخابية، ويحرم الحط من شأن المرشحين ويدعو الى عدم توظيف النزعة الطائفية وتأكيد حرية التنافس، إضافة الى بنود أخرى حضت على عدم التدخل في أنشطة ومهام المفوضية العليا واحترام مشاعر ومقدسات كل الطوائف والأديان. وأبلغ القيادي في «ائتلاف العراقية» النائب جمال البطيخ «الحياة» انه «لم ينسحب من الانتخابات سوى عدد قليل من مرشحي جبهة الحوار»، مشيراً الى ان «الجبهة على رغم مقاطعة قادتها للانتخابات الا انها ستبقى في العملية السياسية ضمن الحركة الوطنية العراقية لأن ليس مقاطعة للعملية السياسية». ويصل عدد مرشحي «جبهة الحوار» الى نحو 75 مرشحاً في جميع انحاء العراق. من جهة أخرى، طالبت مصر بحل سريع ومرض لأزمة المستبعدين. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي أول من أمس أن بلاده تتطلع إلى أن «تبنى العملية الانتخابية على قاعدة تتسع لجميع العراقيين من دون استبعاد أحد». لكن رئيس الوزراء نوري المالكي رفض الاستجابة لهذه الدعوة. وقال ان «الانتخابات شأن عراقي ، والبداية تكون بتحقيق الأمن والوحدة الوطنية». واكد في كلمة أمام تجمع أقيم في ملعب الإدارة المحلية في الناصرية أمس أن «العراق لن يسمح لأحد بالتدخل في شأنه الداخلي، والانتخابات مسألة عراقية بحتة».