قال وكيل وزارة الثقافة العراقية جابر الجابري ل"الحياة"ان رحيل القوات المتعددة الجنسية من المواقع الأثرية يشكل كارثة كبرى للثروة الحضارية والتاريخية في البلاد. وأوضح الجابري ان المواقع الأثرية التي يصل عددها إلى سبعة آلاف موقع في مختلف أنحاء البلاد تتعرض يومياً للسرقة والتهريب من قبل العصابات المنظمة المنتشرة في شمال العراقوجنوبه لا سيما في مدينتي السماوة والناصرية اللتين تمثلان معقلاً لعصابات تهريب الآثار. وذكر ان وجود القطعات العسكرية للقوات المتعددة يوفر نوعاً من الحماية للمواقع رغم عدم مراعاة هذا الوجود العسكري قيمة المواقع والتأثيرات السلبية التي تلحقها آلياتها الثقيلة بها، كما حصل في مدينة بابل التي انسحبت منها القوات البولندية قبل شهر تقريباً، مخلفة خراباً وأضراراً في الموقع. وأشار إلى أن العراق لا يستطيع طلب الرحيل من القوات العسكرية المرابطة في المواقع الأثرية قبل توفر الحماية الكافية لها، لا سيما في جنوبالعراق. من جانب آخر، أكد الجابري ان عدد القطع الاثرية التي تم استرجاعها وصل إلى خمسة آلاف قطعة بين لقية ومسكوكة ومخطوطة، فيما لا تزال عشرة آلاف قطعة أخرى مفقودة، موضحاً ان الوزارة قدرت القطع الأثرية التي تمت سرقتها وتهريبها بين 18 و20 ألف قطعة، وان غالبية القطع المرتجعة تم العثور عليها في إيطاليا وأميركا، في حين ظلت مجموعة من القطع في عهدة الانتربول الدولي مشيراً إلى ان العراق سيطالب الانتربول بإعادة الآثار التي عثر عليها بحوزة المهربين، كما سيحث دول الجوار التي وصلتها غالبية القطع المسروقة على اعادتها إلى العراق في أقرب فرصة ممكنة.