سلّم العراق الشرطة الدولية انتربول نشرة حملت اسماء القطع الاثرية المسروقة ومواصفاتها التي سرقت بعد حرب الخليج الثانية. وقال رئيس هيئة الآثار ربيع القيسي ان الشرطة الدولية ابدت اهتماماً بملاحقة الجهات التي تتعاطى الآثار العراقية المسروقة. وضمن مسلسل تهريب النسخ النادرة من التوراة الى خارج العراق وبيعها الى اسرائيل اعلن مدير عام الهيئة العامة للجمارك حيدر محمود لصحيفة "الاتحاد" الاسبوعية الصادرة في بغداد ان هيئته قامت بافشال خطط لتهريب نسخ نادرة من التوراة مؤكداً "ضبط عدد من هذه النفائس التي ارادوا تهريبها الى الكيان الصهيوني". الى ذلك توصلت البعثة الاثرية في "مشروع ضفاف دجلة" الى اكتشاف بناء معماري يعود الى فترة تأسيس مدينة بغداد، فضلاً عن كميات كبيرة من اللقى الاثرية تضمنت جراراً وأواني وأقداحاً تعود الى فترة خلافة ابي جعفر المنصور. وفي موقع ليس بعيداً من مدينة الشرقاط شمال العراق عثر على وحدة سكنية آشورية قال رئىس البعثة الاثرية في الموقع حافظ حسين الحيالي لصحيفة "الاتحاد" انها تعكس نمطاً من المعمار السكني للعاصمة آشور. إضافة الى عثور البعثة على مقبرة تكشف تقاليد الدفن وعاداته، فثمة صحون وكاسات عند ساقي الميت وجرة متوسطة الحجم عند رأسه مع عناية فائقة بعناصر الزخارف الملونة لتلك الفخاريات المدفونة. وإثر دراسة الموقع والقطع الفخارية على اسطحه وفي اتربة الدفن، ظهر انه يعود الى فترة "حضارة العبيد" 4500 ق م. من جهة اخرى اصبحت مئذنة جامع مرجان الذي بني قبل نحو ستة قرون مهددة بالسقوط، بعد ان طاولها الانحراف بسبب المياه الجوفية التي احدثت تصدعاً وتخسفاً في قاعدة المئذنة وبوابتها، بينها احدث القصف الصاروخي الايراني في الثمانينات الذي طاول مبنى و"مصرف الرافدين" ويقابل جامع مرجان ولاحقاً القصف الذي تعرضت له بغداد في حرب الخليج الثانية تصدعاً في الزخارف والخطوط والكتابة والنقوش المميزة للمئذنة التي تعد وجامعها من الآثار الاسلامية المهمة في بغداد. وتعاني هيئة الآثار والتراث من ضعف موازنتها المالية ما يجعلها غير قادرة على توسيع عمليات التنقيب عن المخزون الاثري الضخم الذي يضمه العراق، فهي بالكاد خصصت مبلغ 15 مليون دينار سبعة آلاف و600 دولار لترميم المئذنة وبوابتها المميزة للمدرسة المرجانية التي بناها الوزير مرجان الدين في القرن الرابع عشر الميلادي. وحول المواقع الاثرية التي تفتقر الى الحماية ما يعرضها للنهب واستمرار عمليات تهريب اللقى النادرة يقول مدير هيئة الآثار والتراث ربيع القيسي ان "الحماية اللازمة للمواقع الاثرية تتطلب اعتمادات مالية كبيرة"، لافتاً ان الهيئة طالبت وزارة المال اجراء اللازم في هذا الشأن غير انها كانت تقابل بتأجيل طلبات الاعتماد المالي. وعما اشيع حول عثور الهيئة وتحديدها قبر الخليفة العباسي المعتصم قال القيسي انه "لا صحة لما اشيع في شأن اكتشاف قبر المعتصم"، مؤكداً ان "الدراسات مستمرة لغرض تحقيق ذلك الهدف" وأوضح في تصريحات صحافية ان العراق بدأ عملاً منظماً لاستعادة آثاره المسروقة. يذكر ان العراق حدد نحو اربعة آلاف قطعة اثرية سرقت خلال حرب الخليج الثانية 1991 وما اعقبها من احداث خلال "الانتفاضة الشعبية" حين احتلت قوات التحالف مناطق جنوبالعراق وشماله وغربه ووصلت الى "زقورة أور" واحتلت موقعاً اثرياً في "تل اللحم" جنوب مدينة الناصرية، بينما تولى "عراقيون غاضبون" مهاجمة متاحف شمال العراقوجنوبه كانت تضم قطعاً اثرية نادرة. وتولت شبكة من المسؤولين العسكريين والحزبيين والحكوميين المتنفذين بينها أفراد من عائلة الرئىس صدام حسين شراء القطع المسروقة من المتاحف لتبدأ معها عمليات واسعة لتهريب الآثار العراقية الى الخارج، فيما أكد آثاريون عراقيون ان "المتحف العراقي" الذي ظل مغلقاً طوال عشر سنوات بعد حرب الخليج الثانية تعرض الى نهب منظم من قبل متنفذين حكوميين.