حذرت قيادات أمنية في المدن العراقية الجنوبية من انتشار ظاهرة العمل في تهريب الآثار في اوساط الشباب، ودعت شخصيات قيادية في منظمات المجتمع المدني الى ايجاد فرص عمل للشباب والقضاء على البطالة للحد من انزلاق البعض الى اعمال مخالفة للقانون. قال رئيس لجنة الدين والسياحة والآثار في مجلس محافظة ذي قار، فاخر يوسف في اتصال هاتفي مع «الحياة» ان «المواقع الآثرية في محافظة ذي قار معرضة للنهب». وأضاف «هنالك ظاهرة بدت علنية في اوساط الشباب وهي العمل بالاثار وتهريبها الى الخارج» مشيراً الى ان «بعض الاهالي يسلمون لنا القطع الاثرية التي يعثرون عليها مقابل لجوء آخرين الى بيعها عبر شبكات مختصة بنهب وتهريب الآثار». وذكر إن «مواطناً من أهالي المحافظة عثر على قطع أثرية تعود الى سلالة أور الثالثة، وسلمها إلى مجلس المحافظة ذي قار اخيراً». وأوضح إن «المجلس شكل على اثر ذلك لجنة برئاسة رئيس لجنة السياحة في المجلس وعضوية النائب الثاني للمحافظ ومعاون مدير الشرطة ورئيس اللجنة الأمنية ومدير آلاثار لدراسة القضية». وأوضح إن «القطع الأثرية التي سلمها المواطن عثر عليها في موقع اثري غير مكتشف سيعلن عنه قريباً»، مؤكداً إن «مجلس المحافظة والحكومة المحلية بصدد دراسة ملف الآثار ومخاطبة الحكومة المركزية لأخذه في الاعتبار لأنها من الموارد المهمة». من جانبه قال مدير آثار ذي قار عامر عبد الرزاق إن «القطع الأثرية المكتشفة تعود إلى سلالة أور الثالثة والى فترات متأخرة بالعصور الساسانية، التي تبدأ عند العام 1300 قبل الميلاد». وأفاد ان «القطع ستنقل إلى متحف الناصرية رافضاً الإعلان عن اسم المكان الذي عثرت فيه القطع لدواعٍ أمنية ولتوفير الحماية الكافية للموقع». وأكد إن»غالبية المواقع بلا حماية كافية علماً أن المحافظة تحتوي على ما يقارب 1200 موقع اثاري ولا يوجد سوى 98 حارساً امنياً عليها». ولفت إلى إن «عدد المواقع المشمولة بالتنقيب في المحافظة لا تتجاوز 10 مواقع إذ لا توجد خطط إستراتيجية واضحة من الدولة لتطوير هذا الحقل المهم». وأوضح ان «العمل بالآثار سواء بالتنقيب عنها او تهريبها صار مهنة بعض شباب الناصرية فالبطالة التي يعانون منها دفعت الكثيرين منهم الى العمل بالآثار وتهريبها» مشيراً الى ان «مؤسسات دولية تقف وراء ظاهرة تهريب الآثار العراقية». وانخرط عدد كبير من شباب المدن الجنوبية خصوصاً الناصرية والسماوة بالعمل بالتنقيب عن الآثار وتهريبها. وتطالب مؤسسات المجتمع المدني بضرورة حماية الآثار، ومنع الشباب من مزاولة تهريب الآثار. وتقول الناشطة في حقوق الانسان رينا حكيم ل «الحياة» ان «البطالة اولى الاسباب التي تدفع الشباب لمزاولة اعمال غير قانونية» وتضيف «يجب ايجاد فرص العمل للعاطلين ومنع تضخم هذه الظاهرة، فالآثار العراقية تمثل تاريخ البلد ويجب الحفاظ عليها». وكان الناطق باسم وزارة السياحة والآثار العراقية عبد الزهرة الطالقاني اقر بوجود آثار عراقية منهوبة في إسرائيل، مؤكداً أن آثار بلاده تعرضت للسرقة والنهب من قبل عصابات منظمة عند الغزو الأميركي عام 2003. وقال الطالقاني: إن عصابات متخصصة «قد تكون مدعومة من قبل استخبارات دول إقليمية شاركت في عمليات سرقة الآثار العراقية». ومعروف أن العراق يملك أكثر من 12 ألف موقع أثري.