نجح فريق طبي فرنسي في اول عملية زرع جزئية لوجه امرأة في العالم، كان كلب مزقه بأنيابه الحادة وترك صاحبته من دون شفتين وأنف ووجنتين. وذُكر ان الفريق الطبي، برئاسة جان ميشال دوبيرنار رئيس وحدة الجراحة في جامعة ليون، اجرى الجراحة على المرأة 38 عاماً مع فريق طبي آخر من مستشفى اميان الاحد الماضي، لاستبدال انفها وشفتيها وخديها التي تهشمت في هجوم الكلب الشرس الذي وقع في كانون الثاني يناير الماضي، بعدما تم العثور على متبرع. وافاد بيان اصدره الاطباء الفرنسيون"ان المرأة في حالة ممتازة". وقال دوبيرنار ا ب انها"اول عملية من نوعها في العالم ولا نعرف بعد متى ستغادر المرأة التي لا تريد كشف اسمها المستشفى"، مشيراً الى مؤتمر صحافي سيعقده الاطباء غداً الجمعة. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية وموقع"ذي تايمز"الالكتروني عن مجلة"لوبوان"الفرنسية الصادرة اليوم ان الطبيب حصل على وجه المتبرع ونظفه من الشحوم الزائدة والشرايين قبل تركيبه على وجه المرأة ووصل شرايينها واعصابها مع"الوجه الضيف"، وهي"لا تزال في حالة متابعة صحية على رغم مضي 48 ساعة على العملية". واخضعت المرأة، قبل الجراحة، لارشادات ونصائح وعلاج نفسي،"تحسباً من الانعكاسات الاجتماعية والنفسية". وقال دوبرنار ان"الاعضاء اخذت من المتبرع، الذي توفي سريرياً، بعد موافقة عائلته". وكان الطبيب اجرى اول عملية في العالم، العام 1998، لزرع يد كما قاد العام الفين عملية زرع مزدوجة لذراع ويدين. وفريقه الطبي احد اربع فرق حول العالم كانت تنتظر المتبرعين والاذون لاجراء عمليات زرع وجوه. يُشار الى ان الجراحة الاميركية ماريا سيميونو كانت تُخطط لتحقيق حلمها باجراء عملية زرع الوجه البشري الاول بعدما سجل التاريخ نجاح الدكتور كريستيان برنارد في زرع"القلب الاول"في صدر لويس واشكنسكي في الثالث من كانون الاول ديسمبر 1967 والذي توفي بعد 18 يوماً لكن التجارب استمرت وتلقى ما يصل الى 100 الف مريض حتى الآن قلوباً بشرية او اصطناعية عاشوا بواسطتها سنوات اضافية. وقد تكون العملية اول تطبيق عملي لاحد افلام الخيال العلمي الذي صور استبدال وجه مجرم بوجه انسان بريء. وتريد سيميونو ان تسجل"عملية زرع جذرية متكاملة"تنسخ فيها وجه شخص وتنقله الى شخص آخر بعدما امضت سنوات تدرس الامر واجرت خلالها عشرات التجارب على حيوانات وحتى على جثث بشرية وصفتها بأنها"كانت مشجعة جداً". ومع ان اطباء بريطانيين وفرنسيين وايطاليين اعلنوا قبل سنوات انهم"على استعداد للبدء في تغيير اشكال الانسان"الا انهم تراجعوا تحسباً من انعكاسات هذه العمليات وتبعاتها الاخلاقية وحتى الامنية. وكان الفرنسي دنيس شاتوليه، الذي اخضع لعملية استبدال يديه اللتين فقدهما بحادث، قال انه لم"يعترف"بيديه الجديدتين سوى بعد خمس سنوات واصبح يقول عنهما"يداي"!