كشف عدنان الدليمي، رئيس"المؤتمر العام لأهل العراق"وأحد ابرز قيادات"جبهة التوافق العراقية"السنية ان اطراف"التوافق"سيجرون اتصالات مع الجماعات المسلحة في الفترة المقبلة بهدف استقطابهم وتسهيل عملية الانتخابات المتوقعة في منتصف كانون الأول ديسمبر المقبل. وأوضح في تصريحات إلى"الحياة"ان"وجهاء عشائر ورجال دين وفكر في المناطق الغربية ذات الغالبية السنية سيتولون فتح قنوات الاتصال بهدف التخفيف من حدة الصراع والتصادم المسلح في المنطقة بشكل يساهم في تسهيل المشاركة في الانتخابات"، لافتاً الى وجود مجموعات وصفها ب"المتطرفة ستبقى تعارض العمليتين الانتخابية والسياسية في البلاد". ثم استدرك قائلاً:"من المستبعد ابرام اتفاق مع الجماعات المسلحة، لكن تأثير رجال الدين ووجهاء العشائر سيشكل ضمانا لفرض التهدئة وتحسين اجواء الانتخابات وعمليات التصويت". واعتبر الدليمي ان"المحافظات السنية الانبار والموصل وصلاح الدين ستمثل الساحة الانتخابية الخصبة لدعم جبهة التوافق"التي تشكلت من تحالف "الحزب الاسلامي العراقي"و"مجلس الحوار الوطني"والمؤتمر العام لأهل العراق". وقال ان"التهديد الأمني للانتخابات ولقائمة التوافق يكمن في المجموعة المتطرفة التي يقودها زعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي"، مضيفاً:"لكنها لا تملك التأثير الكبير والواسع على اهالي المناطق الغربية، كما اننا سنطلب من القوات الاميركية وقوات الحكومة العراقية تخفيف وجودها في المنطقة لسد الطريق على أي تبريرات لنشاط هذه المجموعة". وتوقع الدليمي ان"تصوت بعض العناصر المسلحة ذات الميول الاسلامية والكثير من البعثيين لصالح جبهة التوافق"في الانتخابات المقبلة. واوضح ان رئيس النظام السابق صدام حسين"حول حزب البعث خصوصاً في السنوات الاخيرة الى حزب غير عقائدي، ما سمح بانتساب آلاف المواطنين الى هذا الحزب لأسباب تتعلق بشؤون حياتهم اكثر من كونها عقائدية. ولذلك اتوقع ان تصوت هذه العناصر لصالح التوافق". ورأى ان"الحملة الايمانية التي نظمها النظام السابق لتجنيد العراقيين باسم الدين الاسلامي ضد الحشود العسكرية الاميركية في التسعينات من القرن الماضي وحتى سقوط هذا النظام، ساهمت الى حد كبير في خلق جسور بين البعثيين والتوجهات الاسلامية في العراق من خلال ارتياد البعثيين المساجد". وصنف خريطة الناخبين الذين سيصوتون مع"جبهة التوافق"السنية ب"المؤيدين لعروبة البلاد والمسلحين ذات التوجهات الاسلامية وشرائح واسعة من البعثيين والعراقيين الذين يؤمنون بأن هذه الجبهة ستلعب دوراً في استعادة الأمن ووقف العنف". ولفت الى ان"الالتزام الديني في مناطق مثل راوة وعانة والقائم وحديثة والرمادي سيكون صوتاً انتخابياً حاسماً لصالح التوافق". وقال ان"بياناً لجماعة عراقية مسلحة اظهر تفهماً لموقف الحزب الاسلامي في دعم مسودة الدستور، كما وعدت هذه الجماعة بعدم الدخول في مواجهة مع الحزب". وزاد:"هناك حال من الالتزام الديني نشأت في العديد من المناطق نتيجة الاحتلال الاميركي ستساعد على المشاركة السنية الفاعلة في الانتخابات والتصويت لصالح التوافق". ويلفت بعض المراقبين الى وجود عوامل مختلفة ستدفع باتجاه مشاركة سنية واسعة في الانتخابات المقبلة ابرزها الظروف الاقتصادية الخانقة التي تمر بها مناطق السنة خصوصاً في الانبار وصلاح الدين بعد اشهر من المواجهات المسلحة والحصار الأمني، فضلاً عن تنامي دور النخب في هذه المناطق.