فشل الملتقى الذي دعا اليه الزعيم معمر القذافي متمردي دارفور والقيادات الشعبية والاهلية في الاقليم لمعالجة اثار الحرب واعادة الثقة والتعايش في المنطقة نتيجة تباعد مواقف الاطراف ورفضها الجلوس الى طاولة واحدة. ولا يزال اكثر من 300 من قيادات دارفور في غرب السودان منذ الخميس الماضي موجودين في طرابلس، اذ كان مقرراً ان يعقد ملتقى تحت رعاية القذافي الذي التقى الوفود وطلب منهم اقتراحات في شأن معالجة اثار الحرب واعادة النسيج الاجتماعي. وعلم ان بعض قادة متمردي دارفور اكدوا رفضهم الجلوس الى طاولة واحدة مع زعيم قبيلة المحاميد موسى هلال باعتباره احد زعماء ميليشيا"الجنجاويد"المتهمة بارتكاب فظائع في دارفور. ورفع رئيس"حركة تحرير السودان"عبدالواحد محمد نور ورئيس"حركة العدل والمساواة"الدكتور خليل ابراهيم اقتراحات حملت مواقفهما الى القيادة الليبية. وطالبت قيادة"منبر دارفور"من مثقفي الاقليم بتطبيق البنود الواردة في اتفاق الحكومة مع الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في شأن محاكمة المتهمين بانتهاك حقوق الانسان وتجريد"الجنجاويد"من اسلحتهم واعادة النازحين الى ديارهم. لكن قيادات محسوبة على الحزب الحاكم وزعماء قبائل عربية طالبوا بالعفو واسقاط المحاسبة والمحاكمة واعادة توطين النازحين واللاجئين في مناطق آمنة، الامر الذي اعتبره المتمردون وقادة"منبر دارفور"اعترافاً ضمنياً باستيلاء الميليشيات المتحالفة مع الخرطوم على اراضي مواطني المنطقة، وإبعادهم من ديارهم الاصلية. وحمّل رئيس تحالف ابناء دارفور في دول المهجر التجاني السيسي الحكومة مسؤولية تعثّر عقد الملتقى برفضها وصول قيادات شعبية، موضحاً ان مجموعة من المعارضين الذين وصلوا الى طرابلس من اوروبا غادروها.