سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سولانا يطالب باعتقال قادة الجنجاويد ... واستراليا تدرس ارسال قوات الى دارفور ... ومصر تدعو إلى منح الخرطوم فترة لتنفيذ التزاماتها . حزب الترابي يدعو الى انتفاضة شعبية تطيح البشير وتبعد التدخل الأجنبي
زادت وتيرة التجاذبات أمس في شأن أزمة دارفور بين الحكومة السودانية التي تسعى الى تجنب صدور قرار دولي عن الازمة ورفض تدخل عسكري دولي في الاقليم، وبين بعض الدول التي اعلنت استعدادها ارسال قوات الى دارفور. كما طالب الاتحاد الاوروبي الخرطوم باعتقال زعماء ميليشيات الجنجاويد ومحاكمتهم، فيما دعت مصر إلى منح السودان فترة من الوقت لتنفيذ الالتزامات التي تعهدها. في غضون ذلك، اعتبر الرئيس السوداني عمر البشير ان الحملة الدولية الموجهة الى بلاده لمعالجة الأزمة "تستهدف دولة الاسلام في السودان"، فيما دعا حزب "المؤتمر الشعبي" المعارض بزعامة الدكتور حسن الترابي الى "انتفاضة شعبية" لإطاحة حكومة البشير، وابعاد شبح التدخل العسكري الدولي في السودان، معتبراً "الجنجاويد هي الحكومة نفسها". أفادت صحيفة "الانباء" السودانية الحكومية أمس ان الرئيس السوداني عمر البشير اتهم المجتمع الدولي باستهداف الاسلام في بلاده، بينما تسعى حكومته إلى الحد من تصاعد الضغوط الدولية عليها بسبب أزمة دارفور. ونقلت الصحيفة عن البشير قوله، أمام مجموعة من مؤيديه عقب صلاة الجمعة في منطقة الجزيرة وسط البلاد، إن الاهتمام الدولي بقضية دارفور ليس هو هدف الحملة ضد بلاده، لكن الدافع هو "استهداف دولة الاسلام في السودان". ورفضت الحكومة أمس اتهام الكونغرس الاميركي بوجود "ابادة جماعية" في اقليم دارفور، واعتبرت نقل القضية الى مجلس الامن طعناً في صدقية الاتحاد الافريقي وإمكاناته. ورأت ان فرض عقوبات دولية عليها سيدمر عملية السلام ويدفعها الى الاستعداد للحرب، وطالبت المجتمع الدولي بتسليمها قادة "متمردي دارفور" لمحاكمتهم باعتبارهم "ارهابيين". وقال وزير الاعلام السوداني الزهاوي ابراهيم مالك في مؤتمر صحافي إن الحكومة قررت فتح دارفور امام الديبلوماسيين الأجانب للتعرف الى حقيقة الاوضاع، موضحاً ان 90 ألفاً من النازحين عادوا الى ديارهم من اصل 212 الفاً نزحوا بسبب الحرب، واتهم المتمردين باستهداف قوافل الاغاثة. واعتبر وزير الدولة للخارجية التجاني فضيل الذي تحدث في المؤتمر الصحافي نفسه، نقل قضية دارفور الى مجلس الامن تجاوزاً للاتحاد الافريقي الذي يتولى القضية وطعناً في صدقيته وإمكاناته. وانتقد اتهام الكونغرس بوجود "ابادة جماعية" في دارفور وقال ان الكونغرس لم يبعث وفداً الى دارفور وان اللجنة التي اوفدتها الخارجية الاميركية لم تفرغ من اعمالها بعد، ورأى ان القرار يهدف إلى دفع مجلس الامن لفرض عقوبات على السودان. الترابي وفي أسمرا، قال الدكتور علي الحاج، نائب الأمين العام لحزب "المؤتمر الشعبي"الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي، في مؤتمر صحافي امس ان "التدخل الخارجي في دارفور بات أمراً واقعاً شئنا أم أبينا". واضاف ان "تصرفات الحكومة تبرر التدخل الاجنبي في السودان ولن يتوقف ذلك إلا بزوال النظام الحاكم". وقال إن "المشكلة مرتبطة بالظلامات وعلينا حلها في كل اجزاء السودان". وأعلن ان حزبه "يتبنى خيار الانتفاضة الشعبية في حين تتبنى القوى السياسية الاخرى خيار التفاوض". وأوضح ان "الشعبي يعطي هذه القوى فرصة واذا فشلت فان خيارنا هو الانتفاضة"، واستبعد الخيار العسكري لاطاحة حكومة البشير، واعتبر "الحكومة الحالية هي الجنجاويد". موضحاً ان قادة "الجنجاويد زعماء لقبائل والحكومة تسلح هذه الميليشيات التابعة لها وتقدم لها الدعم المادي وتوفر الغطاء الجوي لحمايتها". إلى ذلك طالب "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض في مشروع قرار بتنفيذ اتفاق وقف النار المبرم بين الحكومة وحركتي "تحرير السودان" و"العدل والمساواة" وتصفية ميليشيات الجنجاويد وتجريدها من السلاح فوراً وتقديم قادتها الى المحاكمات باشراف دولي والتحقيق في جرائم الابادة الجماعية. كما طالب ب"حظر الطيران الحربي في دارفور". وفي موازة ذلك رويترز، أ ف ب، قال منسق السياسة الخارجية الاوروبي خافيير سولانا لوزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل خلال اجتماعهما في وقت متقدم من ليل الجمعة في بروكسيل ان على الخرطوم أن تتحرك من دون تأخير لنزع سلاح ميليشيات الجنجاويد. وقالت الناطقة باسمه في بيان "طالب سولانا الحكومة باعتقال زعماء الجنجاويد بوصفها أول خطوة مهمة نحو تفكيك هذه الميليشيات التي تعتبر مسؤولة عن معظم انتهاكات حقوق الانسان". ومن المقرر مناقشة قضية دارفور خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في بروكسيل غداً. وفي اطار التحرك الدولي أيضاً، أعلنت استراليا أمس نياتها ارسال جنود ضمن مهمة سلام للامم المتحدة في منطقة دارفور. وأشار وزير الدفاع روبرت هيل الى ان المنظمة الدولية استفسرت من الحكومة الاسترالية عن احتمالات مشاركة سيدني في هذه القوة التي يحتمل ارسالها نهاية السنة. وتابع الوزير: "ندرس مسألة المشاركة" مضيفا انها ستكون "متواضعة نسبياً". واكد ان استراليا لم تتخذ بعد "قراراً نهائياً" في هذا الموضوع. لندن الى ذلك، أعلن رئيس الاركان العامة للجيش البريطاني الجنرال مايك جاكوب لتلفزيون "بي بي سي" ان بلاده يمكنها ان ترسل خمسة الاف جندي الى السودان اذا اقتضت الضرورة للمساعدة في ايجاد حل لما تصفه الاممالمتحدة بأنه أسوأ ازمة انسانية في العالم. وفي القاهرة، صرح وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط بأن "مصر تأمل أن تتاح الفرصة للحكومة السودانية لتحقيق الالتزامات التي قطعتها على نفسها في اللقاءات التي تمت بين وزير الخارجية الاميركي كولن باول والمسؤولين السودانيين، وكذلك ما تم التزامه في لقاءات كوفي انان الأمين العام للأمم المتحدة مع المسؤولين السودانيين في الخرطوم". وأضاف ان "مصر أجرت اتصالات مع اعضاء مجلس الامن لتوضيح التوجه المصري الداعي الى التريث وعدم الاسراع بالتوصل الى مشروع قرار قد يزيد من تعقيد الموقف ولا يؤدي الى التهدئة المرجوة في السودان". ولاحظ ان "المسألة في دارفور معقدة للغاية والتسوية في الاقليم تحتاج الى فترة والجانب السوداني بدأ خطوات... والاتحاد الافريقي بدأ في دعم الجهد السوداني".