بدأ نائب الرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت أمس زيارة للولايات المتحدة ناقلاً رسالة مفادها ان"الحرب انتهت"في البلاد وان العقوبات المفروضة عليها منذ 8 سنوات يجب ان تُرفع، في وقت أصدر الرئيس عمر البشير قراراً جمهورياً بانشاء مفوضيتي البترول والتقويم تنفيذاً لاتفاق السلام واستكمالاً لبناء الأجهزة الدستورية. وقال مصدر في الرئاسة ان بقية المفوضيات ستعلن تباعاً بعد عطلة عيد الفطر المبارك. وينص اتفاق السلام على ان تكون رئاسة مفوضية البترول بالتناوب بين الرئيس ورئيس حكومة الجنوب ويكونان عضوين دائمين فيها اضافة الى 4 أعضاء دائمين يمثلون الحكومة القومية و4 أعضاء دائمين يمثلون حكومة الجنوب واعضاء غير دائمين بما لا يتجاوز ثلاثة اشخاص يمثلون الولاية الاقليم المنتج للبترول الذي تجري تنميتها. وتختص المفوضية بإعداد السياسات العامة والموجهات المتعلقة بتنمية وادارة قطاع البترول، والتفاوض لإبرام عقود استشكاف وتنمية البترول في السودان ورصد وتقويم تنفيذ هذه السياسات لضمان خدمتها للمصلحة العليا لشعب السودان. فى غضون ذلك، استبق النائب الأول للرئيس سلفاكير ميارديت زيارته لواشنطن بقرار جمد بموجبه حكومتي ولايتي بحر الغزال وجونقلي الى حين عودته من أميركا. ويعتقد ان القرار جاء استجابة لاحتجاج الفصائل الجنوبية المسلحة على تشكيل الحكومتين اللتين ضمتا بعض منسوبيها على رغم عدم ترشيحها لهم. وبدأ سلفاكير أمس زيارة للولايات المتحدة يُنتظر ان يلتقي خلالها مع كبار المسؤولين. ويرافقه وفد وزاري كبير يضم وزير الخارجية الدكتور لام أكول ووزير التعاون الدولي في حكومة الجنوب نيال دينق نيال ووزير الاتصالات في حكومة الجنوب جبر سوانج أكونج وزير الدولة للمال لوال اشيول دينق ووزير الدولة في رئاسة الجمهورية كلار دينق. وقال القائم بأعمال سفارة السودان في واشنطن السفير خضر هارون ان محادثات سلفاكير ستتناول موضوع العقوبات التجارية والاقتصادية المفروضة على السودان وبقاء السودان ضمن قائمة الدول الراعية للارهاب، الى جانب إطلاع الجانب الأميركي على الجهود المبذولة لمعالجة قضية دارفور. واعتبر الزيارة رسالة"للجهات المعادية"بأن الحرب قد انتهت وان"الحركة الشعبية لتحرير السودان"أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحكومة. وينتظر ان يزور الخرطوم الثلثاء المقبل نائب وزيرة الخارجية الاميركية روبرت زوليك ومساعدتها للشؤون الافريقية جنداي فريزر لاجراء محادثات مع المسؤولين والتحضير لزيارة تقوم بها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الى البلاد في وقت لاحق. من جهة أخرى، انتخب المؤتمر العام ل"حركة تحريرالسودان"المنعقد في منطقة حسكنيتة 90 كلم شرق نيالا ابراهيم احمد ابراهيم رئيساً للمؤتمر والدكتور الريح نائباً له. ومن المقرر ان يكون المؤتمر أقر مساء دستور الحركة وحل أجهزتها كافة، على ان ينتخب اليوم رئيساً للحركة وأميناً عاماً ومجلساً للتحرير ورؤساء للجان المتخصصة ال 18. ويعتقد مراقبون ان عدم مشاركة رئيس الحركة الحالي عبدالواحد محمد نور في جلسة اليوم التي تشهد انتخاب قيادة جديدة، سيعني ان"حركة تحريرالسودان"تتجه الى انقسام حقيقي. وتبذل الولاياتالمتحدة وتشاد مساعي حثيثة لتسوية الخلافات في أوساط الحركة واقناع عبدالواحد بالمشاركة وضمان تجديد ولايته في رئاسة الحركة. وابلغ رئيس المؤتمر ابراهيم أحمد ابراهيم"الحياة"عقب انتخابه ان مستشار رئيس الحركة للشؤون السياسية السابق أحمد عبدالشافع يعقوب الذي يُعتبر الساعد الأيمن لعبدالواحد ونورالدين يوسف وصلا من شرق جبل مرة وشاركا في جلسات المؤتمر. وقال يعقوب ان الجماعة تشعر بالقلق من ان هذا الموقف في الوقت الحالي قد يؤدي الى انقسام الحركة، موضحاً انه يرغب في منع المؤتمر من انتخاب قيادة كما هو مقرر لأن ذلك سيؤدي الى انقسام الحركة. وأضاف ان اجتماعاً جديداً ينبغي ان يعقد في وقت لاحق بحضور جميع القادة. واضاف ان هناك حاجة حقيقية لعقد مثل هذا الاجتماع، مشيراً الى امكان عقد اجتماعات عمل فرعية لتوحيد القوات أولا ثم فيما بعد يمكن عقد اجتماع شامل. وعلم ان مساعدي رئيس الحركة الذين وصلوا الى مقر المؤتمر ظلوا في اجتماعات أمس مع قيادات قريبة من الأمين العام مني أركو مناوي في مسعى من أجل التوصل الى تسوية تمنع تكريس انقسام الحركة وسط مخاوف من انتقال الخلافات الى القواعد واندلاع حرب بين القبيلتين اللتين ينتمى اليهما نور ومناوي.