في تصعيد أمني وسياسي يهدد بتقويض الجهود المبذولة لتثبيت الهدنة، تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون مواصلة بناء الجدار الفاصل وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية وغور الاردن وهضبة الجولان، في وقت واصلت قواته استهداف حركة"الجهاد الاسلامي"بعد اغتيال ثلاثة من ناشطيها في الضفة الغربية مساء اول من امس، الامر الذي دفع"الجهاد"الى مناشدة فصائل المقاومة منع استفراد اسرائيل بها، فيما ابدى مسؤولون فلسطينيون تخوفهم من مسعى اسرائيلي لتأجيج الوضع الامني تفاديا لاستئناف عملية السلام. راجع ص 5 وقال شارون في خطاب امام الكنيست لمناسبة بدء الدورة الشتوية ان"مشاريع التنمية لحكومتي لا تشمل فقط الجليل والنقب والقدس، وانما ايضا تجمعات الاستيطان الكبرى وغور الاردن والجولان". وشدد على ان حكومته ستواصل بناء الجدار"بكل قوة ومن دون قيود مالية أو سياسية"وفي المسار الذي ترتأيه"وفقاً لاعتباراتها الأمنية". ودعا السلطة الفلسطينية الى تفكيك البنى التحتية للفصائل المسلحة، معتبرا ان"هذه هي الطريق الوحيدة للانطلاق في مسار المفاوضات السياسية". وعلى الصعيد الميداني، ارتفع الى ثلاثة عدد الفلسطينيين الذين اغتالتهم قوات الاحتلال في بلدة قباطية قضاء جنين شمال الضفة في اطار الهجمات المركزة على كوادر"الجهاد"، وذلك في ما يبدو رداً اسرائيلياً على اعلان الحركة التزامها التهدئة اذا ما توقفت اسرائيل عن اعتداءاتها ضد الفلسطينيين في الضفة. واستشهد جهاد زكارنة ورشيد اكميل عندما اقتحمت قوات كبيرة من الجيش تساندها مروحيات عسكرية بلدة قباطية وحاصرت منزلا كان بداخله زكارنة الذي وصفته المصادر العسكرية الاسرائيلية بأنه احد ابرز قادة"الجهاد"في البلدة و"مخطط"عملية الخضيرة الاخيرة. ويأتي التصعيد الاسرائيلي المتواصل رغم ما اعلن عن نية رئيس جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان زيارة غزة ل"تثبيت التهدئة"، حاملا معه"تعهداً اسرائيلياً بالتزام"هذه التهدئة التي يرى الفلسطينيون انه لم يتبق منها شيء سوى اسمها. ورأى النائب قدورة فارس ان اسرائيل تصعد تحاشياً لاستئناف المفاوضات، وقال لوكالة"فرانس برس"ان"لدى اسرائيل الان برنامجا يقضي بمواصلة المواجهة لخدمة مشروع سياسي خاص بها". وطالبت"الجهاد"فصائل المقاومة المختلفة بالوقوف معها ومنع"استفراد"اسرائيل بها في ضوء التصريحات التي نقلتها وسائل اعلام عن مصادر عسكرية اسرائيلية بأن الجيش سيوقف غاراته الجوية على قطاع غزة اذا ما توقفت الصواريخ"لكن العمليات ضد الجهاد ستستمر في كل الاحوال لمنعها من تنفيذ عمليات في المستقبل".