قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي ناشطاً وأحد أقاربه في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة أمس في إطار تصعيدها العسكري واستمراراً لسياسة الاغتيالات، في وقت يخشى «الغزيون» من احتمال أن تشن اسرائيل حرباً ثالثة على القطاع. وعلى رغم أن كلاً من اسرائيل وحركتي «حماس» و»الجهاد الاسلامي» يؤكد عدم الرغبة في التصعيد بل تثبيت التهدئة التي تم التوصل اليها برعاية مصرية ولا تزال سارية المفعول منذ انتهاء الحرب الثانية على القطاع في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، إلا أن «الغزيين» يشعرون بقلق بالغ نتيجة استئناف اسرائيل سياسة الاغتيالات والغارات. وزاد من القلق تصريحات نائب وزير الدفاع الاسرائيلي داني دانون في الكنيست (البرلمان) الاسرائيلية أمس بأن الجيش بدأ بعملية واسعة لتصفية عناصر «الارهاب» المسوؤلة عن تعكير أمن مستوطنات الجنوب، ومطلقي الصواريخ على مدن اسرائيل وبلداتها. وقال: «اذا نسوا في غزة الدرس، فنحن جاهزون لتلقينهم إياه مرة أخرى». وكشف دانون انه «تمت اليوم (أمس) تصفية مطلق الصواريخ على جنازة (رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق آرئيل) شارون»، مشيراً الى أن «الجيش والأجهزة الأمنية ستواصل تدفيع العناصر المتطرفة ثمناً رهيباً لما تقوم به قريباً جداً». «حماس» تحذر لكن «حماس» حذّرت من شن حرب جديدة أو توسيع نطاق العدوان على القطاع. وقال القيادي في «حماس» صلاح البردويل إن الحركة «على أتم الجهوزية لردع أي حرب محتملة» من الاحتلال على القطاع، وإنها لن تسمح له ب «مواصلة هواية استباحة الدم» الفلسطيني. ومع ذلك، استبعد البردويل أن يقدم الاحتلال على حرب واسعة، محذراً من خطورة الإقدام على مثل هذه الخطوة. وقال إن الاحتلال لا يملك أدنى أخلاقيات، والمقاومة لن ترحم أحداً يعتدي على أبناء شعبها. وأشار الى وجود اتصالات مع الجانب المصري عبر جهاز الاستخبارات العامة، لافتاً الى رفض مصر أي عدوان على غزة. كما حذر الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة «حماس» اسلام شهوان إسرائيل من الاستفراد بقطاع غزة في ظل الانشغال العربي. وقال لاذاعة «الأقصى» التابعة ل «حماس» أمس إن هناك تنسيقاً بين وزارة الداخلية والفصائل الفلسطينية للمحافظة على التهدئة، بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني. من جانبها، قالت «الجهاد» إن رئيس حكومة «حماس»، نائب رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية أجرى اتصالات هاتفية مع الأمين العام ل «الجهاد» رمضان شلح ونائبه زياد النخالة، وبحث معهما في سبل تثبيت التهدئة وعدم التصعيد، خصوصاً ان اسرائيل تتهم ناشطي الحركة بإطلاق الصواريخ على المستوطنات خلال الأيام الماضية. ميدانياً، اغتالت إسرائيل الناشط في «سرايا القدس»، الذراع العسكرية ل «الجهاد» أحمد الزعانين (21 عاماً) من بلدة بيت حانون شمال القطاع. وقالت مصادر محلية ل «الحياة» إن طائرة اسرائيلية أطلقت صاروخاً على سيارة متعطلة كانت تقف أمام منزل الزعانين الذي كان يجلس داخلها برفقة قريبه محمد يوسف الزعانين (23 عاماً)، ما أدى الى استشهادهما. وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه اغتال الزعانين المسؤول عن اطلاق صواريخ وقذائف هاون تجاه مزرعة شارون أثناء دفنه الأسبوع الماضي.