قبل اقل من اسبوع على العملية الاستشهادية التي نفذتها حركة الجهاد الإسلامي في الخضيرة، وجهت قوات الاحتلال الاسرائيلي ضربة موجعة الى الحركة باغتيال قائد جناحها العسكري في جنين الذي تتهمه بالوقوف وراء العملية الفدائية ومساعدا له، اضافة الى مقاتل ثالث، واصابت سبعة مواطنين في حملة اجرامية واسعة النطاق في بلدة قباطية. وجاءت الجريمة بعد ايام قليلة من المتابعة والترصد وجمع المعلومات الاستخبارية، حيث رصدت قوات الاحتلال مجموعة من مقاتلي وكوادر سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في احد منازل بلدة قباطية مسقط راس الاستشهادي حسن ابو زيد منفذ هجوم الخضيرة واحد اهم معاقل الحركة في شمال الضفة. وأكدت مصادر من البلدة، أن وحدات إسرائيلية خاصة من المستعربين «دفدوفان»، تسللت عند صلاة المغرب بينما كان المواطنون يتناولون وجبة الإفطار. واثر ذلك دفعت قوات الاحتلال باعداد كبيرة من الياتها وجنودها في حملة واسعة للبلدة تساندها مروحيات قتالية وطائرات استكشاف، وحاصرت منزل المواطن محمد محمود نزال في حي آل زكارنة، بذريعة تحصن مقاتلين من قادة «سرايا القدس» بداخله، هما جهاد محمد حسني زكارنة (29 عاما) الشهير ب «السحو»، وأرشد احمد توفيق ابوزيد ( 22 عاما). وقد زعمت سلطات الاحتلال ان زكارنة هو الذي ارسل الشهيد حسن ابو زيد منفذ هجوم الخضيرة الاخير والذي أسفر عنها مقتل خمسة إسرائيليين، وإصابة العشرات. وعلى الفور طالبت قوات الاحتلال عبر مكبرات الصوت باستسلام من في المنزل. ووقع تبادل لاطلاق النار على ما يبدو، وتدخلت مروحيات الاحتلال بالقصف، فيما تنادى ابناء البلدة ورجال المقاومة لتخفيف الضغط عن المحاصرين، وخاضوا اشتباكات غير مسبوقة مع قوات الاحتلال اشترك فيها مقاتلون من (فتح) و(الجهاد الإسلامي). وقد امتدت الاشتباكات المسلحة لتشمل جميع أحياء البلدة، بعد أقل من ساعة على بدء الهجوم الإسرائيلي الذي قامت خلاله مروحيتا الاحتلال بفتح نيران رشاشاتها الثقيلة على الأحياء السكنية في البلدة، في وقت كان جنود الاحتلال، يطلقون النار بشكل عشوائي وكثيف في كل الاتجاهات. ولم يتمكن المقاومون من الوصول إلى المنزل المحاصر الذي اقتحمته قوات الاحتلال، في وقت منعت سيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إلى هذا المنزل، أو إخلاء المصابين. وزعمت سلطات الاحتلال ان المقاتلين الفلسطينيين هما اللذان بادرا الى اطلاق الرصاص، وحاولا الهرب، فاطلقت تلك القوات بوابل من الرصاص والقذائف وشاركت المروحيات بالقصف، فاستشهد احدهما فيما اصيب الاخر وتمكن من العودة للمنزل. واثر ذلك سلم اربعة شبان من (الجهاد) انفسهم وقامت احدى جرافاتها بهدم اجزاء من المنزل، حيث عثر على المقاتل الثاني مستشهدا. وقد استمرت حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، الاشتباكات المسلحة العنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال في البلدة، وامتدت لتشمل مدينة جنين. وذكرت مصادر طبية في المستشفى الحكومي، أن ستة مصابين أدخلوا إلى مشفى جنين من بلدة قباطية، من بينهم الشاب محمد هشام محمود عساف كميل (21عاما) الذي أصيب بعيار ناري في الرأس، ووصف الأطباء حالته بالحرجة ، ما اضطر الأطباء إلى نقله إلى مستشفى «رفيديا» في مدينة نابلس، حيث اعلن انه في حالة موت سريري. وعرف من بين المصابين كذلك، المواطنون محمد مصطفى أبو الرب وأصيب بعيار ناري في الرأس، وياسر عرفات زكارنة ومحمد أحمد رفيق أبو زيد وعلاء سليمان يونس قرقش «، ومحمود يوسف أبو عابد وماجد محمود عارف صمادي. وزعمت سلطات الاحتلال ان الشهيد الثالث سقط عندما رصد جنودها ثلاثة مقاتلين يحاولون زرع عبوات ناسفة في طرق تسلكها درويات الاحتلال فاطلقوا الرصاص عليهم ما ادى الى استشهاد احدهم وفرار الاخرين. كما اعترفت سلطات الاحتلال بتعرض قواتها لمقاومة كبيرة في بلدة قباطية حيث اطلق المقاومون علها النار وفجروا عبوات ناسفة، غير انه لم تقع اصابات في صفوف جنودها، الا ان اضرار لحقت بسيارتين عسكريتين، والرواية للاذاعة الاسرائيلية. وفي وقت لاحق أمس شيع الالاف من المواطنين في بلدة قباطية جثماني الشهيدين زكارنة وكميل الى مثواهما الاخير وسط غضب عرام وهتافات تطالب بالرد السريع.