اعترف الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي بأن بلاده قد وافقت على قيام فرق التفتيش التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بزيارة موقع بارتشين العسكري 30 كيلومتراً الى الجنوب الشرقي من العاصمة طهران والذي يستخدم لتصنيع صورايخ باليستية بعيدة المدى. وأكد آصفي ان إيران اتخذت قرار السماح بتفتيش الموقع بإرادتها، لدحض مزاعم اميركية بأنه أحد المواقع التي تستخدمها إيران في نشاطات نووية عسكرية سراً. وقال للصحافيين في طهران امس:"كانت هناك بعض الصيحات من جانب الولاياتالمتحدة في شأن موقع بارشين العسكري. ومن أجل تبديد كل الغموض، سمحنا لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأخذ عينات من الموقع". واعتبر الناطق ان موافقة طهران على تفتيش بارتشين، تأتي في سياق تعزيز الثقة الدولية بالبرنامج النووي الايراني الذي يهدف الى انتاج الطاقة الكهربائية. كما يهدف القرار الى التسريع في اغلاق الملف الايراني، خصوصاً بعد تصريحات المدير العام لوكالة الطاقة محمد البرادعي اخيراً، عن اقتراب موعد اغلاق الملف. ونقل التلفزيون الايراني عن آصفي قوله أن طهران لن تسمح للمفتشين بأخذ عينات، سوى من جزء من موقع بارتشين. وتحدث آصفي عن اجتماع رباعي بين المسؤولين الايرانيين المكلفين متابعة المحادثات مع الجانب الاوروبي و"اتفاق باريس"، يضم وزير الخارجية كمال خرازي ووزير الصناعة اسحاق جهانيري ومدير الوكالة الايرانية للطاقة الذرية غلام رضا آقازاده وعراب الملف النووي سكرتير المجلس الاعلى للامن القومي حسن روحاني. ووصفه بأنه اجتماع ضروري للتنسيق وتقويم النتائج التي وصلت اليها المحادثات مع الاوروبيين وآخر التطورات في شأن الملف النووي الايراني. وعن تصريحات البرادعي المتعلقة بوقف دورة انتاج الوقود النووي خلال السنوات المقبلة، قال آصفي ان على مدير الوكالة توضيح كلامه وتحديد ابعاده والدول التي يشملها هذا الكلام، كاشفاً ان هذا الموضوع يخضع لمزيد من البحث لدى الدوائر الايرانية المختصة. وأكد ان لدى ايران مخاوف من امتلاك اسلحة نووية في المنطقة، مشيراً الى ان"الكيان الصهيوني يشكل اكبر مصدر للتهديد في المنطقة بسبب سلاحه النووي، الا ان ذلك لا يمنع البحث في امتلاك الدول للتكنولوجيا النووية السلمية". وعلق آصفي على طلب رئيس جهاز"الموساد"الى الرئيس الاسرائيلي موشي كاتساف الايراني الاصل زيادة موازنة الدفاع من اجل مهاجمة المنشآت النووية الايرانية. وقال ان هذا الكلام"يمكن ان يثير حساسية بعض المؤسسات التي على علاقة بالموضوع في داخل ايران. وهذه المؤسسات تبدي الكثير من الاهتمام في هذا الشأن وتتابع الموضوع بدقة، لكن زيادة الموزانة للهجوم على المنشآت الايرانية ليست سوى ذريعة، وذلك لتظليل الرأي العام حول اهدافه الحقيقة والتوسعية". واعتبر آصفي ان الكلام الاخير للرئيس الفرنسي جاك شيراك، لم يكن موجهاً لايران بالتحديد لأن"مواقفه شيراك لا تختلف عن الموقف الايراني في شأن حقوق الدول في الإفادة من الطاقة النووية لاهداف سلمية". خاتمي يتحدث عن ضمانات في غضون ذلك د ب أ، شدد الرئيس الايراني محمد خاتمي امس، على استعداد طهران لتقديم ضمانات في شأن الاستخدام السلمي لمشروعاتها النووية. ونقلت وكالة أنباء الطلبة عنه قوله:"نحن مستعدون لتقديم أي شكل من الضمانات الى العالم والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن مشاريعنا النووية هي لاغراض سلمية فحسب". وأضاف:"في المقابل، نتوقع إجماعاً دولياً على حقنا في مواصلة المشاريع النووية السلمية". وأعرب خاتمي عن تفاؤله في أن تؤتى الجولة المقبلة من المحادثات النووية مع الاتحاد الاوروبي في منتصف كانون الثاني يناير الجاري، ثمارها"على رغم أن الجانبين يتبعان وجهات نظر مختلفة في قضايا محددة".