يخطط العراق لبناء"ميناء عملاق"جديد في المنطقة الجنوبية سيزود بخمسين رصيفاً ويكون قادراً على استقبال البواخر العملاقة. كما ستخصص بعض جوانبه للبضائع في حين ستقتصر بعض الارصفة لتصدير النفط مستقبلاً. ويستهدف بناء الميناء الجديد خدمة ورشة اعادة الاعمار التي تستلزم استيراد ملايين الاطنان من البضائع والاستغناء تدريجاً عن موانئ الدول المجاورة وتوفير ملايين الدنانير التي يدفعها العراق على شكل رسوم ترانزيت لاستخدام موانئ الدول المجاورة واراضيها. ولم يُعرف بعد ما اذا كان بناء الميناء الجديد سيتم بالتعاون مع الكويت خصوصاً وان مشروعاً مماثلاً كان تم في عهد صدام حسين والحكم البعثي العراقي وتناول البحث مع الكويت لاستئجار بعض جزرها المجاورة لموقع الميناء الجديد. قال مسؤولون في قطاع النقل العراقي ان بناء"ميناء العراق الكبير"، الذي اعلن عن قرب البدء بتنفيذه على الخليج العربي،"خطوة مهمة في الاتجاه الذي يخدم هدف تعزيز قطاع النقل ويساعد في نمو الحركة الاقتصادية وانسيابية وصول البضائع". واضاف هؤلاء"ان المشروع سيُعد بمثابة صرح اقتصادي مهم يتيح المجال امام المنطقة لتصبح نافذة تجارية منافسة لارتباط المشروع الاستراتيجي مع منافذ اقتصادية وتجارية مهمة في منطقة الخليج العربي عموماً". واشار المسؤولون الى المعلومات التي اوردها وزير النقل العراقي لؤي حاتم العرس وتناولت المشروع وقدرات الميناء الكبيرة على تلبية متطلبات المرحلة الحالية والمقبلة من العمل التنموي المتوقع في العراق حيث ستكون الموانئ العراقية الحالية غير قادرة على سد حاجة العراق من البضائع والسلع التي ستصل اليها التي يقدر ان تصل إلى ملايين الأطنان. 50 رصيفاً واوضحوا ان مشروع ميناء العراق الكبير يتكون من 50 رصيفاً لاستقبال البواخر والناقلات العملاقة وتلحق به مناطق للتفريغ والتصدير ومخازن منشآت ادارية ومجمعات سكنية وسيتم ايصال خط سكك الحديد وشبكة طرق برية سريعة ومطار دولي في فترة لاحقة. واشاروا ايضاً الى ما ورد في تصريح الوزير العراقي عن الناحية الفنية للمشروع حيث ان البواخر والناقلات التي ترسو عنده لن تحتاج الى قطع مسافات طويلة للوصول الى الارصفة كما يحدث الان عند التوجه الى ميناء ام قصر وخور الزبير. وقال المهندس البحري سعدون مريوش، الذي يعمل في فرع شركة الملاحة العربية في بغداد، ان الناقلات والبواخر التي تملكها الشركة وتنقل البضائع الى العراق ستتاح لها امكانات اكبر في التعامل مع المرافق الحيوية الضخمة التي سيوفرها الميناء الجديد لها مؤكداً ان مواصفات المشروع الفنية تشير الى انه سيقام في المنطقة ذات الاعماق الجيدة التي تستطيع استقبال البواخر والناقلات العملاقة. واشار الى ان الارصفة الكثيرة التي سيوفرها المشروع تتيح المجال لتفريغ البضائع وتصديرها بسهولة ما يجعل المنطقة بؤرة نشاط تجاري غير مسبوقة بالاضافة الى النواحي الاقتصادية والسياحية والانسانية الاخرى التي يكتسبها المشروع. وشدد المهندس مريوش على اهمية اعتماد خطوات لخفض تعرفة الرسو في الميناء التي تعد ضرورة لازمة لتشجيع شركات النقل الدولية ودول العالم كافة في ارسال سفنها وناقلاتها الى الموانئ العراقية خصوصاً ان المرحلة المقبلة ستشهد ارتفاعاً كبيراً في حجم الواردات والصادرات من والى العراق. وقال فائق السامرائي المدير المفوض لشركة"البادية للنقل العام"ان خطوة بناء ميناء العراق الجديد تتصل في الجدوى الاقتصادية الكبيرة التي يكتسبها هذا المشروع الحيوي الذي"سيحقق خيارات اكبر ومتعددة في استخدام المياه الاقليمية العراقية لتنمية حركة نقل البضائع عبر العراق". واعرب عن ثقته بان قطاع النقل في العراق سيشهد تحولاً جذرياً في مسيرته عند انجاز هذا المشروع المهم في ضوء الاستيعاب الواسع للزخم المتوقع ان يبلغه وصول البضائع الى العراق في المرحلة اللاحقة خصوصاً ان الموانئ العراقية الحالية باتت تحتاج الى المزيد من المستلزمات الضرورية التي تنمي قدرة هذه الموانئ في استيعاب حاجة العراق لها. واكد على ضرورة ان يأخذ قطاع النقل بواسطة الشاحنات دوره في مواكبة هذا التحول المتوقع ان يحصل عند بناء ميناء العراق الكبير وهو الامر الذي يحتاج إلى توفير اسطول من الناقلات الكفوءة لنقل البضائع التي تصل الميناء.