بدأت الكوادر الفنية والهندسية العراقية اعداد التصاميم الخاصة لمشروع ميناء العراق الكبير، الذي يعتبر أكبر مشروع يجري تنفيذه في مدخل أعالي الخليج العربي، بعدما انتهت دراسات الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع الحيوي الذي يشمل منطقة الفاو ومنطقة أم قصر في محافظة البصرة، التي تبعد 600 كلم جنوببغداد. وحض وزير النقل العراقي لؤي العرس الكوادر على انجاز عملها بسرعة نظراً لاهمية استثمار المواقع الجغرافية التي لم يتم استثمارها في السابق، بعدما تم اختيار الموقع الافضل لتنفيذ هذا المشروع الجديد في منافذ العراق الاقتصادية وتحديد مسافته بطول 20 كلم في المنطقة الأكثر عمقاً من السواحل العراقية المقابلة لمينائي ام قصر وخور الزبير. ويوفر الميناء الجديد مرونة في حركة الوحدات البحرية مهما كانت الغواطس المطلوبة لدخولها إلى الأرصفة، بحيث لا يقل الغاطس للبواخر والناقلات في هذه المنطقة عن عمق 28 متراً. وأكدت وزارة النقل العراقية أهمية تنفيذ هذا المشروع مهما كانت التكاليف لأنه يؤمن مدخلاً مائياً جديداً إلى العراق في اعالي الخليج العربي ويسمح بالاستفادة من المنطقة المحاذية إلى رأس البيشة في منطقة الفاو. ويستوعب الميناء الكبير عدداً كبيراً من الأرصفة تصل إلى 50 رصيفاً لرسو البواخر ذات الحمولات الكبيرة والتجارية المتخصصة. وسيتم ضمن هذا المشروع انشاء مجموعة من المخازن الكبيرة وساحات تفريغ وتحميل البضائع ومنشآت خاصة بالجمارك والجوازات والخدمات كافة ومنها طرق برية سريعة تربط الدول المجاورة للعراق ومد خطوط سكك حديد وانشاء مطار دولي. وأولت اوساط ملاحية في بغدادوالبصرة اهتماماً كبيراً بالمشروع، مؤكدة انها تبحث حالياً عن وسائل تمكنها من العمل بشكل أوسع في ظل التطور الذي سيشمل قطاع التجارة والنقل في حال استكمال المشروع، اذ أن مرحلة اعادة اعمار العراق وما تتطلبه من امكانات كبيرة لاستيعاب حاجاتها ومستلزماتها وتنفيذ مشاريعها ستكون مهيئة اكثر من سواها ليكون المشروع الجديد ملبياً لخططها الواسعة في استيعاب تردد السفن والناقلات عليه لتفريغ الاف الاطنان من السلع والبضائع التي تحتاجها المرحلة المقبلة. كما توقعت المصادر ان تتحول محافظة البصرة إلى منطقة جذب اقتصادي وسياحي ومالي غير مسبوق، إلى جانب ما يؤكده متابعون للشأن العراقي على ان البصرة قد تعلن في وقت غير بعيد عاصمة اقتصادية للعراق، ما يتيح لها فرص توافد الاستثمارات الخارجية عليها بشكل واسع ومتعدد المحاور.