سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رهائن سابقون يؤكدون ل"الحياة" ان الارهابيين طلبوا من بعضهم نبش أسلحة كانت مخبأة مسبقاً تحت الارض . ناجون من بيسلان يروون : قذيفة فتحت حفرة في حائط المدرسة فركضنا عبرها
تعززت فرضية وقوع اخطاء قاتلة خلال عملية اقتحام المدرسة التي احتُجز فيها نحو 1200 رهينة في بيسلان جنوبروسيا، ما ادى الى مقتل نحو 400 منهم، فيما اعتُبر اكثر من 200 آخرين في عداد المفقودين. راجع ص7 وفي وقت جرت في المدينة امس، مراسم مهيبة لدفن الضحايا ومعظمهم اطفال، أفاد ناجون من المجزرة ان عملية تحرير الرهائن بدأت عندما سمعوا انفجاراً ضخماً فتح ثغرة في جدار صالة الألعاب، قبل ان يدوي انفجار آخر داخل الصالة، تلاه إطلاق نار كثيف استهدف الرهائن الذين حاولوا النجاة بأنفسهم عبر الفتحة التي احدثها الانفجار. وزارت "الحياة" المدرسة التي شهدت الكارثة وتحولت غالبية مبانيها الذي يعود انشاؤها الى عام 1889 ركاماً، بعد المعركة التي وقعت عند اقتحامها واستمرت ساعات عدة. وغطت الدماء معظم قاعات المدرسة فيما تحولت صالة الألعاب الرياضية حيث قتل نحو 100 رهينة الى إطلال. وقالت "ألبينا" 70 عاماً التي كانت بين الرهائن ل"الحياة" ان الإرهابيين قسموا رهائنهم فور سيطرتهم على المدرسة الى مجموعتين، إذ نقل نحو 400 شخص الى قاعة مجاورة دُمرت لاحقاً بالكامل عندما فجرت احدى الانتحاريتين اللتين كانتا بين المجموعة الإرهابية حزاماً ناسفاً كان بحوزتها. وذكرت "ألبينا" التي كانت في المدرسة برفقة حفيديها ان الإرهابيين حظروا على الرهائن التكلم في ما بينهم وواصلوا اطلاق الرصاص فوق رؤوسهم خلال فترة الاحتجاز. وأضافت ان احد الرهائن حض المحتجزين في اليوم الأول على عدم الالتزام بأوامر الخاطفين. لكن احدهم اقترب منه وأطلق الرصاص عليه امام مئات الأطفال وبقيت جثته ملقاة في القاعة مدة يومين قبل ان يقوم الخاطفون بسحبها، ثم اجبروا اثنين من التلاميذ على مسح آثار الدماء. وكشفت "ألبينا" تفاصيل الدقائق الأخيرة لعملية الاحتجاز، فقالت ان انفجاراً هائلاً وقع قرب جدار الصالة، ما ادى الى تناثر الزجاج والشظايا داخلها، مشيرة الى ان الانفجار جاء من الخارج وأدى الى فتح ثغرة كبيرة في الجدار تسلل منها عشرات الرهائن وركضوا باتجاه الشارع. وأضافت ان الخاطفين كانوا يطلقون النار نحوهم. كذلك ذكرت "زيرا" وهي في الثالثة عشرة من عمرها وكانت بين الدفعة الأولى التي نجت من المجزرة، ان الوحدات الروسية كانت تنتظر الفارين عند منعطف يقع على بعد 20 متراً من مبنى المدرسة. وأضافت انها شاهدت هناك عدداً كبيراً من حمّالات الإسعاف، وقالت ان الجنود الروس كانوا يطلبون ان نركض بسرعة وهتفوا انهم جاؤوا لإنقاذنا. وتعزز هذه الشهادات فرضية قيام السلطات بهجوم استهدف تحرير الرهائن. وكانت موسكو ذكرت ان وحداتها العسكرية اضطرت لمهاجمة المدرسة بعد ان سمعت صوت اطلاق نار فيها. وروت "زيرا" شهادات مروعة حول اسلوب تعامل الإرهابيين مع رهائنهم. وأكدت شهادات رهائن آخرين تحدثوا عن قيام الانتحاريين بعزل الرجال في قاعة مجاورة قبل اطلاق النار عليهم، بعدما أجبروهم على حفر ممر قرب الصالة كانت فيه كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات. الى ذلك، ذكرت النيابة العامة الأوسيتية انها فتحت تحقيقاً حول احتمال ضلوع رجال شرطة محليين في التحضير للعملية. وأشارت معطيات الى ان المدرسة كانت شهدت عمليات ترميم شاملة قبل زهاء شهرين، ويُعتقد ان الإرهابيين تمكنوا خلالها من إدخال اسلحتهم وإجراء دراسة لمداخل المدرسة ومخارجها تحضيراً لشن الهجوم. من جهة أخرى، تصاعدت حصيلة ضحايا المجزرة. وذكرت مصادر طبية انه تم العثور على 394 جثة نصفهم من الأطفال، فيما سجل نحو 246 شخصاً في عداد المفقودين بعدما لم يتمكن اهاليهم من التعرف الى بقايا جثثهم التي وجدت متفحمة بسبب الحريق الضخم الذي نشب في المدرسة اثناء المواجهات.