سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسكو تتهم "القاعدة" بتمويل احتجاز الرهائن ... والشرطة تتحدث عن انفجارات حتمت عملية الاقتحام ... و"انتحارية" فجرت نفسها في التلاميذ - مذبحة المدرسة الروسية : مئات الضحايا وجثث ل 10 عرب بين قتلى المنفذين
انتهت أمس عملية احتجاز مئات التلاميذ وعائلاتهم في مدرسة بيسلان في اوسيتيا الشمالية نهاية مأسوية بمقتل مئات الرهائن. واعلنت موسكو ان ممثل تنظيم "القاعدة" في الشيشان "ابو عمر السيف"، وهو احد المرشدين السلفيين لرجال المقاومة، موّل عملية احتجاز الرهائن، فيما كشف فاليري اندرييف مسؤول الاستخبارات الروسية في المنطقة الذي يرأس لجنة متابعة الازمة، وجود جثث عشرة عرب بين 20 جثة لقتلى منفذي العملية التي يُتوقّع ان تكون لها انعكاسات كبيرة على حكم الرئيس فلاديمير بوتين والطريقة التي يتعامل بها مع الأزمة الشيشيانية. راجع ص 7 وجاء ذلك في وقت فشلت عملية اقتحام جزئية للمدرسة نفذتها القوات الروسية الخاصة في انهاء الازمة، اذ واصل المسلحون في البدء احتجاز نحو 300 رهينة، فيما تم تحرير 400 آخرين. واكتشفت 100 جثة للرهائن وبينهم عدد كبير من الاطفال في قاعة الرياضة التي اقتحمتها القوات الروسية بعدما انهار سقفها نتيجة انفجار شحنات ناسفة زرعها المسلحون فيه، ما رفع عدد ضحايا المواجهات امس، الى 150 قتيلاً. وقال أحد المحتجزين المحررين ان امرأة "انتحارية" فجّرت حزاماً ناسفاً حول جسدها في الأطفال وذويهم في قاعة الرياضة في المدرسة لدى بدء عملية اقتحامها. وقال مسؤولون روس ان عملية الاقتحام لم تكن مخططة مسبقاً، بل حتّمها تفجير الخاطفين قنابل زروعها في قاعة الرياضة. ونجح نحو سبعة او ثمانية من الارهابيين المسلحين تسليحاً جيداً، في الفرار من المدرسة الى مناطق سكنية وغابات مجاورة حيث شكلوا "جيوب مقاومة" وواصلوا تبادل اطلاق النار مع القوات الروسية. وأعلن ناطق باسم حكومة اقليم اوسيتيا ليلاً القبض على ثلاثة من الخاطفين أحياء، في حين قُتل ثلاثة آخرون تحصّنوا في قبو في المدرسة لساعات بعد اقتحامها. ونقلت وكالة أنباء "ايتار تاس" الروسية عن مصادر في جهاز الامن في اوسيتيا ان عملية احتجاز الرهائن قادها الشيشاني ماغوميت يفلوييف، في حين وضع مخطط تنفيذها شامل باسايف، وهو اكبر قائد شيشاني مطلوب في روسيا. وخيمت على المدينة بعد عملية اقتحام المدرسة، اجواء توتر شديدة، اذ هاجم الاهالي الغاضبون عدداً من المسؤولين بينهم اصلان بك اصلاخانوف ممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والذي حضر الى المنطقة لتفقد الوضع. وسادت تساؤلات في اوساط السكان عن سبب اقدام القوات الروسية على اقتحام المدرسة بهذه الطريقة خصوصاً ان ذلك لم يؤد الى انهاء الازمة. ونصحت قوى الامن المحلية الصحافيين العرب وبينهم مراسل "الحياة" بعدم التجول، لئلا يتعرضون لغضب الاهالي بسبب ما اعلنته السلطات عن تورط "القاعدة" في العملية. ومع حلول الظلام، امس، تواصل دوي الانفجارات في منطقة المدرسة، وتردد انها ناجمة عن قذائف دبابات، في حين تكهن آخرون ان تكون الغاماً يجري تفجيرها، في اشارة الى زرع المسلحين شحنات ناسفة في اماكن عدة. وجرى اقتحام المدرسة على نحو مفاجئ، اذ كان ممثل الرئيس الاوسيتي ليف جويكاييف اكد للصحافيين في آخر مؤتمر صحافي عقده قبل اندلاع المعارك بدقائق، عدم وجود نية لدى السلطات لحل الازمة عسكرياً. وعكس اسلوب الاقتحام عدم اعتماد الاجهزة الامنية خطة دقيقة لتحرير الرهائن، واكد ذلك استمرار المواجهات المسلحة ساعات عدة وانتقالها بعد ذلك الى ضواحي بيسلان. وأفاد شهود ان رجال القوات الخاصة ترجلوا من قافلة عسكرية توقفت امام المدخل الرئيسي للمدرسة، وهرعوا بسرعة نحو المبنى مطلقين النار بغزارة وعشوائية، مما دفع عدداً كبيراً من الرهائن الى الفرار من المبنى، وتسبب بالتالي بمقتل واصابة كثيرين في دقائق قليلة، في وقت تعمد الخاطفون اطلاق النار على الاشخاص الذين لازموا اماكنهم بسبب الضعف الجسدي الناتج من عدم تناولهم اي غذاء او شراب طوال يومين. وذكرت تقارير ان سبعة او ثمانية ارهابيين نجحوا في الفرار تحت وابل النيران الكثيف الى منزل مجاور احتلوه، وخاضوا معركة لمدة ثلاث ساعات قبل ان يتمكنوا من فك ثغرة في الحصار، ويعبروا طريقاً مجاوراً للسكة الحديد المحاذية لمنطقة المدرسة. وواصلت قوات الامن الروسية تمشيط المدينة وضواحيها. وتردد انها قتلت 5 ارهابيين آخرين خلال عمليات الملاحقة.