أكد ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز أن الفائض المتوقع في ميزانية العام الحالي، والناتج عن الارتفاع غير المتوقع لأسعار النفط، سينفق في مشاريع تُحقق رفاهية المواطن، خصوصاً المشاريع ذات الأثر المباشر على المواطنين، مشدداً على أن تلك المشاريع ستشمل المناطق كافة وبالذات المحتاجة منها والأكثر احتياجاً. وقال مخاطباً مواطنيه: "ان المستقبل طريق محفوف بالعرق والجهد". وقال ولي العهد في حديث الى "وكالة الأنباء السعودية" استعرضته مساء أمس قناة "الإخبارية" والقناة الأولى في التلفزيون السعودي أن توجيهاً صدر إلى وزير المالية "يقضي بتخصيص 41 بليون ريال من الفائض من ميزانية هذا العام للمرافق والخدمات العامة" في مناطق المملكة. وشدد الأمير عبد الله على أن الجزء الأكبر من الفائض سيخصص لسداد الدين العام، مبرراً ذلك بأنه سينعكس ايجاباً على سمعة الاقتصاد السعودي، ويمنحنا المرونة اللازمة في الميزانيات المقبلة بخصوص تحويل جزء من المبالغ المخصصة لخدمة الدين إلى الإنفاق على التنمية والخدمات التي لها علاقة مباشرة بحياة المواطن. وأوضح ولي العهد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز التي تضع نصب عينيها مصلحة الأجيال المقبلة، لم تغفل رفاهية وراحة هذا الجيل، وهي قررت تخصيص مبلغ 30 بليون ريال للإنفاق على القطاعات الاجتماعية والاقتصادية ذات العلاقة المباشرة بالمواطن، على مدى السنوات الخمس المقبلة، مشيراً إلى أنها اعتمادات إضافية لا تدخل ضمن الاعتمادات المسبقة. وأشار الأمير عبد الله إلى أن أولوية الإنفاق، ستكون لمشاريع شبكات المياه والصرف الصحي وتصريف مياه السيول وإقامة الطرق السريعة مزدوجة ومفردة، لتطال جميع القرى والهجر والبلدات، في مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى تطوير الرعاية الصحية الأولية. ولفت إلى أن بناء المدارس سيكون من اولويات الحكومة السعودية، مشيراً إلى أن لدى الحكومة برنامجاً سريعاً لاستكمال بناء المدارس، مع التشديد على أن تشمل المستلزمات الصحية والتربوية كافة، بهدف تأمين بيئة دراسية مناسبة، بالإضافة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للتعليم الفني والتقني، من خلال زيادة الاعتمادات المالية المخصصة لذلك من خلال الفائض المتوقع في ميزانية هذا العام. وقال الأمير عبد الله "إن تدريب المزيد من الشباب السعودي تدريباً متطوراً فاعلاً يؤهلهم لأخذ مكانهم في سوق العمل، ويتيح لهم الاستفادة الكاملة من فرص العمل الجديدة، الأمر الذي سيسهم اسهاماً كبيراً في حل مشكلة البطالة". واشار إلى أن الحكومة قررت تخصيص اعتماد آخر لزيادة رأس مال بنك التسليف السعودي إلى ثلاثة بلايين ريال بعدما كان يقل عن بليون ريال، بهدف تمويل المشاريع الصغيرة للشباب السعودي، وخصوصاً المشاريع المهنية ذات الإنتاجية والتي ترفد الاقتصاد الوطني. وشدد ولي العهد على نية الحكومة في توفير السكن لجميع المواطنين، وقال ان القيادة قررت تخصيص تسعة بلايين من الفائض، لزيادة راس مال صندوق التنمية العقاري، بهدف توفير القروض العقارية وتقليص فترة الانتظار. وتمنى أن "يأتي اليوم الذي لا نرى فيه مواطناً سعودياً واحداًَ من دون سكن لائق". وفي ختام لقائه مع "وكالة الأنباء السعودية" لفت الأمير عبد الله انتباه المواطنين إلى أن يغتنموا الفرص التي تتيحها التنمية، والمساهمة في بناء الوطن، وقال "ان المستقبل طريق محفوف بالعرق والجهد وان العمل المهني اليدوي عمل نبيل وشريف".