كشف وزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس خطة تعتزمها حكومة بلاده الى جانب فرنسا وبريطانيا وروسيا واميركا لدعوة مجلس الامن الى تمديد ولاية المينورسو في الصحراء الغربية ستة اشهر جديدة، بعد نهاية الولاية الحالية الشهر المقبل، اضافة الى منح الوسيط الدولي في النزاع الفارو دي سوتو صلاحيات أوسع في ادارة المفاوضات بين الاطراف المعنية "وفق هامش أكبر". وقال رئيس الديبلوماسية الاسبانية امام مجلس الشيوخ الاسباني اول من أمس ان بلاده ستدعم اعتماد توصية جديدة وفق هذا المنظور وانها تقوم ب"ديبلوماسية نشطة" ازاء النزاع بعكس سياسة حكومة خوسيه ماريا اثنار التي كانت تمارس "الحياد السلبي"، في اشارة الى تحركات قامت بها الخارجية الاسبانية لتقريب وجهات النظر بين الاطراف المعنية. اذ زار مسؤولون اسبان مخيمات تيندوف جنوب غربي الجزائر واجتمعوا مرتين على الاقل مع قياديين في جبهة "بوليساريو". ورأى موراتينوس ان الجهود ينبغي ان تتكامل للبحث عن تسوية سلمية للنزاع، مؤكدا ان "ظروفاً جديدة" ظهرت في الشهور الاخيرة تؤشر الى بروز "مرحلة جديدة"، في اشارة الى تداعيات استقالة الوسيط الدولي السابق جيمس بيكر وطرح المغرب صيغة متقدمة نحو الحكم الذاتي. اضافة الى التنسيق القائم بين فرنسا واسبانيا بهذا الصدد. الى ذلك، اهتمت اوساط مغربية بتصريحات صدرت عن وزير الدفاع الجزائري السابق الجنرال خالد نزار الذي نقل عنه القول في مؤتمر صحافي في باريس في مناسبة تقديم كتابه عن حرب الجزائر، ان خطة الوسيط بيكر "تم تجاوزها الآن" وان حل نزاع الصحراء "لا يؤدي الى استقلالها عن المغرب". ورأى انه "يجب حل قضية الصحراء لأنه لا يمكن بناء الاتحاد المغاربي من دون ذلك". لكن زعماء الأحزاب السياسية في المغرب وصفوا الجزائر بأنها "تعيق الحل". وقال زعيم الحركة الشعبية وزير الزراعة والصيد محند الضو ان "جارتنا الجزائر وحكامها حاولوا دائما عرقلة كل المقاربات الايجابية للمغرب" وان بلاده لم تسع في أي وقت الى استغلال مشاكل الجزائر بعكس الأخيرة التي "عارضت المغرب في شكل ممنهج". لكنه قال ان الجزائر "ستكون مخطئة في حال اعتقدت انه بفضل امكاناتها الاقتصادية والمالية ستغير احساس المغاربة او توجههم في قضية الصحراء". وقال: "الحكمة تقتضي من الجزائر تسخير امكاناتها من المداخيل النفطية لبناء الاتحاد المغاربي". وطلب زعيم القوى الديموقراطية التهامي الخياري الجزائر "تسهيل الاندماج المغاربي من خلال تسوية قضية الصحراء في نطاق السيادة المغربية". وأضاف: "الجزائر تريد اضعاف المغرب غير انها مخطئة لأن قوتها في الاطار المغاربي رهن قوة المغرب". وقال عباس الفاسي وزير الدولة زعيم الاستقلال، امس: "كلما اقتربنا من الحل تنبري الجزائر لتجهض كل جهود الأممالمتحدة لطي الملف". ونقل القول عن المحامي عبدالله فردوس العضو القيادي في الاتحاد الدستوري: "يجب الاتجاه نحو ديبلوماسية المواجهة مع الجزائر لأنها لا تفهم غير لغة المواجهة".