اطلق سراح الصحافي العربي الاسرائيلي رياض علي غانم الذي يعمل مع طاقم شبكة "سي ان ان" الاميركية بعد خطفه في غزة اول من امس. وقال الصحافي بعد اطلاقه ان الخاطفين عرفوا انفسهم بأنهم من "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" وسألوه عن علاقته بالطائفة الدرزية قبل ان يقرروا اطلاقه. وكانت معظم فصائل المقاومة والجماعات المسلحة نفت مسؤوليتها عن خطف الصحافي وطالبت باطلاقه فوراً. كما افاد مصدر امني ان اجهزة الامن تبذل قصارى جهدها، بأوامر من الرئيس ياسر عرفات، لمعرفة الجهة التي تقف وراء عملية الخطف. وغانم من بلدة المغار في الجليل في المناطق المحتلة عام 1948، ويعمل لصالح شبكة "سي إن إن" الاخبارية الاميركية. وكان يستقل سيارة مع طاقم من "سي إ ن إن" يضم المراسل بن ويدمان ومصورة اميركية عندما اوقفها مسلحون وسألوا من فيها: "من منكم رياض علي؟" الذي أجاب بالايجاب، فأخذوه وغادروا المكان على وجه السرعة بسيارة مدنية، حسب شهادة ويدمان. ووقع الحادث على بعد مئات الامتار من مقر شركة "رامتان" ووكالة "رامتان" للانباء الفلسطينية المتعاقدة معها شبكة "سي إن إن" لتقديم خدمات صحافية في قطاع غزة، وليس بعيدا عن مقر قيادة الشرطة وسط المدينة. وجاء خطف غانم في ظل حال من الانفلات الامني والفوضى الشاملة التي تعم الاراضي الفلسطينية منذ اشهر. وفور شيوع النبأ، منعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي الصحافيين الاسرائيليين والاجانب من دخول قطاع غزة حتى إشعار آخر. وأثار خطف الصحافي غضب الصحافيين الفلسطينيين ومنظمات المجتمع المدني وقطاعات واسعة من الشارع الفلسطيني الذي يرى في الصحافيين عموما شركاء في معركته ضد الاحتلال الاسرائيلي، المستفيد الوحيد من مثل هذه الأعمال. وأبدى كثير من المواطنين والصحافيين ممن التقتهم "الحياة" استهجانهم لخطف الصحافي، خصوصا انه طرد من عمله من احدى وسائل الاعلام الاسرائيلية بعد ان تعرض لمضايقات بسبب تقاريره التي اعتبرت "منحازة للفلسطينيين". واعتبر رئيس الحكومة احمد قريع ان الخطف "ضد مصلحة شعبنا ولا يمكننا القبول به". واتهمت الاذاعة الاسرائيلية "حماس" بالوقوف وراءه، في وقت اعتبر الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري الادعاء الاسرائيلي بأنه "ملفق"، داعيا الخاطفين الى اطلاقه. وقال مدير الشرطة في غزة اللواء صائب العاجز ل"الحياة" ان الشرطة انتشرت في كل مكان بحثا عن المخطوف والخاطفين، نافيا اعتقال اي مشبوهين او التعرف على هوية الخاطفين المجهولين. ونفى ويدمان ان يكون المستهدف طاقم "سي إن إن"، مشيرا في تصريحات الى ان الخاطفين ارادوا خطف غانم فقط. وأبدى استغرابه لخطفه، مشيرا الى الترحيب الذي يلقاه والاطقم الصحافية في قطاع غزة حيث يعملون منذ سنوات. اسرائيل تحرض ضد السلطة واستغلت اسرائيل حادث خطف الصحافي رياض علي غانم لتحمل السلطة الفلسطينية ورئيسها ياسر عرفات المسؤولية عن "الفوضى العارمة التي تجتاح الأراضي الفلسطينية" ولتحرض وسائل الاعلام الاجنبية على المنظمات الفلسطينية ودعوتهما الى الكف عن "إبداء قدر كبير من التفاهم والتعاطف مع العمليات الارهابية". وقال وزير الخارجية سلفان شالوم ان الفلسطينيين لجأوا في الماضي الى "أساليب عنيفة" للتأثير على التغطية الاعلامية محملاً السلطة الفلسطينية المسؤولية عن خطف الصحافي. واعتبر الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف العمل "غير انساني". ورأى نائب رئيس الحكومة ايهود اولمرت ان الرئيس الفلسطيني يتعمد وقوع الفوضى في المناطق الفلسطينية "لأن هذه أجندته السياسية" وانه قادر على منع عملية الخطف لو اراد ذلك تماماً مثل قدرته على اطلاق الصحافي بداعي ان تحت امرته 30 الى 40 ألف مسلح فلسطيني قادرين على "لجم العصابات الناشطة في الأراضي الفلسطينية"، مدعياً ان شبكة التلفزة "سي ان ان" التي يعمل رياض مساعداً في قسم الانتاج فيها "خدمت السلطة الفلسطينية ودعمت مواقفها". وقالت الاذاعة الاسرائيلية انه على رغم القطيعة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، فإن اتصالات مكثفة، على المستويين الأمني والاستخباري، تمت بين الجانبين. وشارك نواب عرب في الكنيست في المساعي لدى السلطة الفلسطينية للإفراج عن الصحافي. وحرصت وسائل الاعلام العبرية على ابراز حقيقة ان المخطوف "درزي يحمل الهوية الاسرائيلية" وعمل سابقاً في القناة الأولى للتلفزيون الاسرائيلي وأعد تقارير عن الفلسطينيين على جانبي "الخط الأخضر". وأعلن رئيس المجلس الديني الدرزي الأعلى الشيخ موفق طريف انه اجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس عرفات وحضه على بذل جهده لإطلاق رياض علي.