يبحث وزير العدل المغربي محمد بوزوبع في زيارة بدأت أمس الى مدريد مع نظيره الاسباني خوان فراندو دواغيلار في قضايا التعاون القضائي وتسليم الملاحقين قضائياً، خصوصاً المشتبه في تورطهم في هجمات ارهابية، اضافة الى درس أوضاع المعتقلين في سجون المغربي واسبانيا. وقالت المصادر ان الزيارة تأتي رداً على زيارة مماثلة قام بها وزير العدل الاسباني الى المغرب في وقت سابق وعرضت تنسيق جهود البلدين في هذا المجال. ولم تسلم السلطات الاسبانية المغرب غير عدد قليل من المطلوبين، في مقدمهم المعتقل هشام التسماني الذي يواجه تهم المشاركة في أعمال ارهابية. في حين ما زال معتقلون آخرون فروا في اتجاه اسبانيا بعد هجمات الدار البيضاء الانتحارية عام 2003 لم يسلموا بعد. لكن مشاركة وفد من وزارة العدل يضم المسؤول عن الشؤون الاجرامية والعفو الطيب الشرقاوي، يحمل على الاعتقاد في بحث ملفات اولئك المطلوبين غداة صدور أحكام بإعدام شركائهم في هجمات الدار البيضاء. الى ذلك، دعا وزير الداخلية المغربي مصطفى الساهل الى تنسيق الجهود في الحرب على الارهاب "للحؤول دون ظهور افغانستان جديدة". وفي ضوء هجرة المنتسبين الى تنظيم "القاعدة" الى بلدان شاسعة المساحة "يصعب رقابة أراضيها". وقال في مقابلة مع صحيفة "الباييس" الاسبانية نشرتها أمس، ان "القاعدة" تعتمد على التمويل عن طريق التهريب وشبكات الهجرة غير الشرعية. وسئل عن العلاقة بين تفجيرات الدار البيضاء في 16 أيار مايو 2003 وتفجيرات قطارات مدريد في 11 آذار مارس العام الجاري، فقال: "للوهلة الأولى، وحسب العناصر المتوافرة الآن، لا يبدو أن هناك رابطاً بين الاعتداءين. لكن يجب انتظار نتائج التحقيقات الاسبانية... بيد انه رأى بخصوص تورط رعايا مغاربة في تفجيرات مدريد، ان التنظيمات الارهابية دأبت على استقطاب نشطائها من بين أفراد الجالية المسلمة الأكثر وجوداً في البلد المستهدف". وأعطى أمثلة لذلك من خلال تورط رعايا يتحدرون من أصول جزائرية في احداث فرنسا في التسعينات، ومع رعايا يتحدرون من أصول سعودية في هجمات 11 أيلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة. لكنه تساءل: "هل يجوز أمام هذه الحال اتهام الجزائر أو المملكة العربية السعودية بتصدير الارهاب؟. وأجاب ان بعض هذه التحليلات يتوخى الإثارة فقط. وقال ان المغاربة المشتبه في تورطهم في تفجيرات مدريد كانوا يقيمون في شكل قانوني و"يبدو انه تم تجنيدهم برعاية ممثل القاعدة في اسبانيا السوري عماد الدين بركات". وكشف ان التعاون كثيف بين السلطات المغربية والاسبانية في الحرب على الارهاب وان "المعطيات التي تتوافر لدى الأمن المغربي حول المتطرفين الاسلاميين في اسبانيا ترسل فوراً الى الاسبان".