أكدت مصادر قريبة من التحقيق في تفجيرات مدريد ان الشرطة الاسبانية تمكنت من تحديد مجموعة مغربية على صلة بخلية إسلامية في أوروبا، مشيرةً إلى أن نصف أعضائها باتوا في قبضة الشرطة. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المحققين ما زالوا يحاولون تحديد هوية الجهة التي تقف خلف المؤامرة التي نفذها ثمانية أو تسعة إسلاميين مغاربة حضّروا للهجوم بين إسبانيا والمغرب. يأتي ذلك في وقت أعلنت مدريد اتهام مغربي معتقل لديها بالتورط في الهجمات التي أدت إلى مقتل 190 شخصاُ، ليرتفع عدد المتهمين رسمياً إلى 12 شخصاً، فيما لا يزال 17 آخرون قيد الاحتجاز، غالبيتهم من المغاربة. وقال مسؤول إسباني أن أحد المشتبه فيهم الرئيسيين مغربي أمضى بعض الوقت في تركيا في السنوات الأخيرة، رُصدت علاقته بخلية "القاعدة" في إسبانيا قبل وقوع التفجيرات. ورفعت الشرطة الاسبانية أمس بصمات مشبوهين اثنين من منزل يعتقد انه استخدم لصنع القنابل التي استخدمت في التفجيرات. وتعود البصمات للمغربيين الموجودين قيد الحبس الاحترازي واللذين يشتبه في انهما شاركا في الاعتداءات، وهما جمال زوكام الذي رآه شاهدان في القطارات، وعبدالرحيم صباح الحائز على دبلوم في الكيمياء. وعثرت الشرطة في المنزل الذي يبعد نحو ثلاثين كيلومتراً عن مدريد على صواعق من الالمنيوم والنحاس وبقايا مواد ديناميت "غوما 2-ايكو" مما يدعو الى الاعتقاد بأن القنابل التي انفجرت في القطارات صنعت فيه. وأكدت صحيفة "الموندو" ان المنزل خضع للمراقبة "لأن زوكام كان يتردد عليه وكذلك موقوف آخر على الاقل هو عبدالكريم زباخ الملقب بالكيميائي والذي يعتبر احد الارهابيين الذين شاركوا في صنع القنابل". وأوضحت "ان زوكام والكيميائي كانا على ما يبدو هناك مع عناصر اخرين من الكوماندوس الذي دبر الاعتداءات ونفّذها". وأكدت مصادر مغربية مطلعة ان التحقيقات تسير في اتجاهات متعددة، أقربها على الصعيد الاقليمي الربط بين هجمات الدار البيضاء وتفجيرات مدريد. أما على الصعيد الدولي فتذهب التحقيقات في البحث عن روابط محتملة بين الخلايا المبثوثة في إسبانيا وألمانيا وبلدان الشمال الافريقي. واعترفت أوساط اسبانية ان السلطات المغربية نبهتها الى خطورة المعتقل زوكام الذي غادر المغرب بعد أيام على هجمات الدار البيضاء، فيما يتوقع ان تكشف افادات المتهم هشام التسماني الذي سلمته مدريد الى المغرب في 12 الشهر الجاري عن علاقات مع المتهمين المتحدرين من أصول مغربية المعتقلين حالياً في إسبانيا. وقال وزير الاتصال الاعلام المغربي نبيل بن عبدالله، ان الرعايا المغاربة المتورطين في تفجيرات مدريد كانوا يقيمون في بلدان أوروبية ولديهم جنسيات موازية "مما يؤكد الارتباط بالشبكة الدولية للقاعدة". وذكرت المصادر ان التحقيقات تنحو في اتجاه ألمانيا حيث ينشط متطرفون لهم صلة ب"القاعدة". وجرى الخميس تفتيش شقة في دارستادت وسط غربي ألمانيا كان يقيم بها أحد المغاربة المشتبه فيهم وان ثلاثة من المعتقلين في اسبانيا كانوا يقيمون هناك منذ سنوات.