ركز عدد من أركان حزب العمال الحاكم في بريطانيا بقيادة رئيس الوزراء توني بلير جهودهم في مؤتمر الحزب السنوي الذي يفتتح اعماله صباح اليوم للحيلولة دون صدور دعوة من الحزب لسحب القوات البريطانية من العراق. وأشارت مصادر عمالية بارزة تحدثت اليها "الحياة" ان بلير يولي موضوع العراق أهمية بارزة، لكنه لا يريد لهذا الموضوع ان يطغى على الخطط التي يعدها الحزب لحكم بريطانيا في السنوات الخمس المقبلة. وشارك حوالي 600 عضو يمثلون مناطقهم الحزبية في التصويت على المواضيع التي سيتم مناقشتها بعد ظهر أمس ومن بينها العراق، واضطر وزير الشؤون البرلمانية في حكومة بلير، الوزير بيتر هين الى التراجع عن تصريح أطلقه أمس الأول وقال فيه ان موضوع العراق سيناقش بشكل جانبي مثل موضوع "صيد الثعالب"، إلا اذا أراد أعضاء الوفود ان يتقدم على قضايا مثل الصحة والتعليم وفرص العمل. وزاد من أهمية الموضوع العراقي في بريطانيا اختطاف الرهينة البريطاني كينيث بيغلي والاهتمام الإعلامي والشعبي بمتابعته، الأمر الذي لم يجد رئيس الوزراء مفراً من التعليق عليه لدى وصوله الى برايتون إذ أبلغ الصحافيين انه على اتصال بأسرة بيغلي وأشاد بصبرهم في الظروف التي يمرون بها"، ووعد بلير "بعمل كل ما في وسعه"، وطلب من المراسلين التركيز على المواضيع المحلية. ووفقاً لآخر استطلاعات الرأي، فإن 52 في المئة من البريطانيين يؤيدون سحب القوات البريطانية من العراق بعد اجراء الانتخابات في هذا البلد في كانون الثاني يناير المقبل، في مقابل 43 في المئة أيدوا بقاء القوات طالما تحتاج الحكومة العراقية ذلك". ورغم الثقة التي يحظى بها بلير حالياً في أوساط الناخبين لجهة زيادة اهتمامه بالقضايا المحلية، إلا أن المناهضين للحرب في العراق داخل حزب العمال مصرون على أن يعاقب رئيس الوزراء في هذا الخصوص، ورتبوا نشاطات عدة على هامش المؤتمر السنوي كان أولها ما تم الليلة الماضية من لقاء تحدث فيه عبر الفيديو شقيق الرهينة بيغلي. وسيركز بلير في كلمته غداً الثلثاء على قضايا محلية يعد فيها البريطانيين بزيادة فرص العمل للشباب والمقاعد في الجامعات. ويرفض بلير الذي تحدث في برنامج تلفزيوني صباح أمس ان يعطي حقنة من التفاؤل بشأن فرص اطلاق سراح بيغلي، بسبب ما عزاه الى "طبيعة خاطفيه". وقال ان "البعض يريد مني الاعتذار لأننا تخلصنا من صدام حسين، وهو أمر لن يحصل"، كما وصف مطالبة البعض له بسحب القوات البريطانية من العراق بسبب الصعوبات الحالية بأنه سيكون بمثابة "استسلام أمام الارهابيين". وفيما يستعد الآلاف من المناهضين لمشروع منع "صيد الثعالب" للتظاهر في برايتون غداً، قال استطلاع للرأي أجري لصالح الصحيفة الشعبية "نيوز أوف ذي وورلد" ان حزب العمال الحاكم مصر على تأييد 28 في المئة من البريطانيين في مقابل 29 في المئة للديموقراطيين الليبراليين و32 في المئة لحزب المحافظين وهو استطلاع تخالف نتائجه استطلاع "اندبندنت أون صاندي" الذي اعطى العمال نسبة 32 في المئة في مقابل 30 في المئة للمحافظين و27 في المئة للحزب الديموقراطي الليبرالي. ويعقد المؤتمر السنوي لحزب العمال وسط اجراءات أمنية مشددة قدرت كلفتها بحوالي 5 ملايين دولار أميركي 2.37 مليون جنيه استرليني.