أكد زوار البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير من وزراء ورسميين قابلوه أول من أمس الجمعة أن موقفه من الأزمة السياسية الناجمة عن التمديد للرئيس إميل لحود ثلاث سنوات جديدة ومن تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة الحكومة الحالية، يتركز على إيلاء الأهمية لمضمون تقرير الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي سيرفعه الى مجلس الأمن في الثالث من الشهر المقبل وفقاً لقرار المجلس الرقم 1559 الذي أصدره المجلس وخصوصاً البند الخامس فيه الذي يؤيد "انتخابات رئاسية نزيهة وحرة وفقاً لقواعد الدستور اللبناني من غير تدخل أو نفوذ أجنبي". ونقلت المصادر نفسها عن صفير قوله انه "اذا اعتبر تقرير أنان ان الانتخابات الرئاسية التي جرت في لبنان في الرابع من شهر أيلول سبتمبر الجاري غير حرة وغير نزيهة ولم تجر وفقاً لقواعد الدستور اللبناني، فإننا سنكون أمام مشكلة كبيرة يمكن أن تأخذ الأوضاع في لبنان الى الأسوأ، أما إذا لم يتطرق التقرير الى هذه النقطة بالوضوح المطلوب أو اذا اعتبر ان تنفيذ هذا البند من القرار كان سليماً، فإننا سنكون أمام معضلة تشكيل حكومة جديدة وهذا أمر عادي في تاريخ تشكيل الحكومات في لبنان". وأكد البطريرك لزواره انه لم يغير موقفه من التمديد وانه أبلغ عضوي "لقاء قرنة شهوان" سمير فرنجية والنائب فارس سعيد اللذين زاراه للاستفسار عما اذا غيّر موقفه على خلفية تصريحه لوكالة الصحافة الفرنسية بأنه مع حكومة وحدة وطنية، بل جدد مواقف البطريركية الثابتة من مبدأ رفض تعديل الدستور الذي أخذته بكركي في السابق وتستمر فيه اليوم. وشدد على أن موقفه لا ينطلق من خلفية نزاع مع الرئيس لحود الذي يعتبره البطريرك، بحسب ما نقل عنه أحد الوزراء، "أفضل من غيره من الذين ترشحوا للانتخابات الرئاسية". وأشار زوار بكركي الى أن البطريرك تداول مع رئيس الجمهورية في أمور عدة خلال الزيارة التي قام بها لحود الى بكركي قبل زهاء أسبوع وكان الحديث حول مجمل القضايا التي طرحها صفير بصراحة ومنها الحكومة المقبلة. وقال هؤلاء ان البطريرك لم يدخل مع الرئيس لحود في الأسماء المرشحة لتمثيل الطائفة المارونية في الحكومة المقبلة في حال استمرت المعارضة على موقفها الرافض الاشتراك في الحكم لأنها لا تعترف بشرعية التمديد للحود. لكن زوار بكركي نقلوا عنها انها ترتاح لأسماء معينة لتمثيل الطائفة وفي طليعة هذه الأسماء الوزير السابق ميشال إده رئيس الرابطة المارونية الذي يحظى بتأييد جميع القوى السياسية في الداخل وباحترام الجهات الاقليمية والدولية اضافة الى انه من الوزراء الذين "يعطون ولا يأخذون". وقال زوار بكركي ان صفير يتفهم موقف رئيس الجمهورية الذي لا يستطيع الانتظار الى ما لا نهاية لمعرفة قرار المعارضة المسيحية في المشاركة في الحكومة أو عدم مشاركتها وانه يعي جيداً حساسية المرحلة الحالية وخطورتها التي تتطلب انطلاقة سريعة للحكم لمعالجة الملفات الدقيقة وفي طليعتها قانون الانتخابات.