اعترف مصدر في وزارة الداخلية بأن الوزارة تقف "عاجزة" منذ تسلمها السلطة في تموز يوليو الماضي، امام حوادث الاغتيال والخطف التي تفتك بالمجتمع العراقي، على رغم انها ألقت القبض على عدد من العناصر الارهابية والعصابات الضالعة في هذه الحوادث. وأشار المصدر، رافضاً ذكر اسمه إلى ان العناصر الأمنية تعاني من قلة العتاد والاسلحة كما أنها غير مدربة لمواجهة مثل هذه الجرائم التي عدّها "جديدة على المجتمع العراقي". وربما كان خير دليل على تردي الأوضاع ارتفاع حصيلة الشخصيات الدينية والعلمية والاجتماعية التي اغتيلت أو تعرضت للخطف. وأوضح عصام كاظم الراوي، رئيس رابطة "المدرسين الجامعيين"، التي شكلت في بغداد بعد الحرب وتضم أكثر من الف وستمئة أستاذ في الجامعات العراقية من مختلف الاختصاصات، ان "لا احصاء دقيقاً لعدد الاساتذة الجامعيين الذين اغتيلوا أو تعرضوا للتهديد أو الخطف خلال المدة التي تلت الحرب"، مشيراً إلى ان "العدد في ارتفاع مستمر مع استمرار تردي الاوضاع الأمنية"، وقال ان "العديد من الاساتذة يفكرون بالاستقالة أو قدموا بالفعل طلبات استقالة". ولفت الراوي إلى ان الرابطة وجهت اكثر من مئة نداء إلى الحكومة العراقية، والى الوزارات المعنية طالبت فيها بايجاد حلول سريعة لما تتعرض له الملاكات العلمية والتدريسية من تحديات، وشدد على ان "الرابطة لا ترغب تكليف عناصر أمنية لحراسة الاساتذة لكنها تصر على كشف خيوط هذه الحوادث الغامضة ومحاسبة المجرمين علناً". وتشير الاحصاءات المدونة لدى رابطة الأساتذة الجامعيين إلى مقتل 80 استاذاً وثلاثين آخرين من أئمة المساجد يحملون شهادات جامعية مختلفة، و15 ضابطاً في الجيش والشرطة يدرسون في كليات العلوم السياسية والشرطة والقانون، منهم على سبيل المثال لا الحصر، صبري البياتي استاذ الاقتصاد في جامعة بغداد وكمال الجراح ومروان الهيتي استاذ الهندسة الكيماوية وايمان يونس، رئيسة قسم الترجمة في جامعة الموصل والطبيبان حازم عبدالهادي واحمد الراوي وعميد كلية القانون في جامعة الموصل ليلى عبدالله، فيما تصل حصيلة الاساتذة المهددين إلى اكثر من 400 استاذ. من جهته قال محمد سلمان الحسوني، مدير برنامج الوقاية من العنف والاذى في وزارة الصحة العراقية ان 98 طبيباً وصيدلانياً من مختلف الاختصاصات ومن كلا الجنسين تعرضوا لمحاولات اغتيال وخطف وتهديد وابتزاز في مختلف المحافظات، وبالنسبة إلى علماء الدين، لقي تسعة من الخطباء وائمة المساجد حتفهم وقتل 32 من رواد المساجد. وقال حارث العبيدي، العضو في هيئة علماء المسلمين ل"الحياة" ان "العدد أعلى من ذلك لعدم توافر احصاء دقيق يشمل مناطق العراق كافة".