أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتشكيل لجنة للتحقيق بمقتل الشيخ عبد الجليل الفهداوي، نائب رئيس الوقف السني، الذي اغتيل الاسبوع الماضي في غرب بغداد، كما شكلت حكومة إقليم كردستان لجنة لتقصي ملابسات مقتل الصحافي الشاب سردشت عثمان. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن بيان صادر عن مكتب قائد القوات المسلحة ان «القائد العام (نوري المالكي) أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في اغتيال عبد الجليل الفهداوي نائب رئيس ديوان الوقف السني». وكانت مصادر امنية عراقية ذكرت ان مسلحين مجهولين اطلقوا النار الاربعاء الماضي على الفهداوي واثنين من حراسه وأحد اقاربه بالقرب من منزله ومسجد في بغداد ما اسفر عن مقتلهم. وأضاف ان «اثنين من حراسه قتلا بالاضافة الى احد اقاربه كان برفقته ساعة وقوع الحادث». والفهداوي يشغل كذلك نائب رئيس مجلس علماء العراق وهو تشكيل من علماء سنة معتدلين. بدوره، وجه طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية رسالة الى المالكي حضه فيها على مضاعفة الجهود من أجل إلقاء القبض على قتلة الشيخ الفهداوي وتقديمهم للعدالة، كما افاد بيان من مكتب الهاشمي. من جهة أخرى، ذكر الناطق باسم حكومة إقليم كردستان كاوة محمود ان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وحكومة الاقليم أوعزا بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في خصوص اغتيال الصحافي سردشت عثمان. وكان مجهولون خطفوا الصحافي سردشت عثمان، وهو طالب في المرحلة الرابعة في كلية الآداب في جامعة صلاح الدين في اربيل، قسم اللغة الإنكليزية الأسبوع الماضي، وعُثر على جثته بعد يومين في مدينة الموصل. وأوضح محمود في تصريح الى «الحياة» أن «هذه الجريمة موجهة ضد المجتمع وحكومة اقليم كردستان وشخص الصحافي سردشت عثمان. حكومة الإقليم مهتمة الى حد بعيد بالتحقق من الحادث وتفاصيله وقوى الأمن (الأسايش) تبذل ما في وسعها لكشف تفاصيل الحادث. وستعلن أي نتائج يتم التوصل اليها». الى ذلك، ذكر رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان فؤاد حسين أن رئيس الإقليم قرر تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في حادث خطف ومقتل الصحافي سردشت عثمان. وأضاف حسين أن «بارزاني قرر تشكيل اللجنة من الجهات المعنية في وزارة الداخلية في حكومة اقليم كردستان للتحقق في هذا الحادث وكشف الجناة»، مشيراً الى «تشكيل حكومة اقليم كردستان لجنة أخرى للغرض ذاته». وأضاف حسين أن «هذا الحادث لا يُعتبر تدهوراً للوضع الأمني في اقليم كردستان، فأنا لا أدعي أن خطف وقتل الصحافي سردشت عثمان حادث هين، لكن هناك حوادث كهذه في كل المجتمعات». وأوضح أن «ما يهم هنا هو نتائج التحقيقات كي ترد على الأسئلة الموجودة في أذهاننا وأذهان الناس». واستنكرت حكومة اقليم كردستان حادث خطف وقتل الصحافي سردشت عثمان، واصفة اياها بأنها «جريمة كبرى». وجاء في بيان لحكومة الإقليم أن «قتل سردشت عثمان جريمة كبيرة. ونرى أن الهدف وراء هذه العملية الوحشية هو الهجوم على أمن الإقليم وتهديد حياة الناس وحرياتهم، وستتولى الجهات الأمنية، مسؤولية البحث عن المجرمين بغية العثور عليهم وتقديمهم للمحاكمة». كما أعرب رئيس حكومة الإقليم برهم صالح عن تنديده بالجريمتين اللتين طالتا شابين في اربيل والسليمانية، مؤكداً أن حكومة الإقليم وأجهزة الأمن باشرتا تحقيقاً موسعاً لكشف ملابسات الحادثتين وتقديم من يقف وراءهما للعدالة. وأثنى في الوقت ذاته على الجهود التي تبذلها قوى الأمن في الإقليم للحفاظ على الأمن والاستقرار وتعقب كل من يحاول زعزعتهما. وعُثر على جثة طالب في المرحلة الإعدادية في مدينة السليمانية كان مجهولون طلبوا فدية 150 ألف دولار لإطلاقه، قبل العثور على جثته في أحد أزقة المدينة. يذكر أن اقليم كردستان العراق يتميز باستقرار الأوضاع الأمنية فيه الى حد بعيد، إذ ساعد ذلك في استقرار كثير من الشركات والبعثات الديبلوماسية الأجنبية فيه، وسط مساع كبيرة تبذلها الوزارات وقوى الأمن في الإقليم للحؤول دون المساس بأمن المواطنين.