استؤنفت في اسرائيل في الأيام الأخيرة "حرب الجنرالات" التي اندلعت غداة حرب تشرين اكتوبر عام 1973 المعروفة اسرائيلياً ب"حرب يوم الغفران" ودارت اساساً حول هوية الجنرالات والمسؤولين الاسرائيليين عما بات معروفاً ب"التقصير الاستخباراتي الذي تسبب بهزيمة الجيش الاسرائيلي في سيناء، خصوصاً في الأيام الأولى من الحرب". وبلغ التلاسن بين رئيس "موساد" في حينه تسفي زمير ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ايلي زعيرا أوجه بعد اتهام الأول للثاني بتضليل الجيش والحكومة عمداً من خلال اخفاء معلومات موثوقة وصلته تنذر بنية مصر شن الحرب على اسرائيل وقيامه بالكشف عن هوية عميل مزدوج تدعي اسرائيل انه الدكتور اشرف مروان صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر "الذي نقل الى زعيرا معلومة تفيد بأن المناورات العسكرية للجيش المصري آنذاك ستنتهي الى شن هجوم على اسرائيل"، كما حصل فعلاً لكن رئيس شعبة الاستخبارات قرر من دون استشارة أحد عدم ايلاء المعلومة أي أهمية. ورد زعيرا على رئيس "موساد" بتهديده بمقاضاته بدعوى التشهير به، مقرا انه يتحمل المسؤولية عن "التقصير". واضاف ان مروان كان "عميلاً مزدوجاً" وليس جاسوساً لاسرائيل وانه شارك في "الخديعة المصرية" لاسرائيل. اسرائيل استعدت لضربة نووية خلال الحرب الى ذلك، يتناول كتاب جديد يحمل عنوان "حرب يوم الغفران - في الوقت الحقيقي" وضعه روبن برغمان وغيل ملتسر تفاصيل جديدة عن الحرب التي شهدها الشرق الأوسط قبل 31 عاماً. ويتطرق المؤلفان الى محاضرة ألقاها البروفسور يوفال نئمان، أحد أبرز المسؤولين العسكريين الاسرائيليين في العام 1973، في واشنطن مطلع العام 1996 لمح فيها الى ان الشرق الأوسط والعالم بأسره كانا على شفير حرب نووية لم تشهد البشرية مثلها من قبل، مشيرين الى ان مضمون المحاضرة ما زال محظوراً نشره، لكن المحاضرة تحدث بين السطور عن مخاوف اسرائيلية حقيقية من القضاء على الدولة العبرية، ما حدا بها الى الإعداد للرد النووي عملاً بمقولة "علي وعلى أعدائي". وينقل الكاتبان عن أوساط أمنية قولها ان وزير الدفاع الاسرائيلي آنذاك موشيه ديان فقد شعوره بالثقة والأمان فأمر بالإعداد للرد على الهجوم المصري بأشد الوسائل المتاحة وبإعداد صاروخ "اريحا" القادر على حمل رأس نووي وانه طالب في اليوم الأول من الحرب ب"تحريك الصاروخ ليكون على أهبة الاستعداد". ويدعي الكاتبان ان الأيام الأخيرة من الحرب كادت تأتي بمواجهة نووية بين واشنطن وموسكو التي هددت بالتدخل الى جانب الجيش المصري المحاصر وبعد ان رصدت القوات الاميركية سفينة روسية في البحر الأبيض المتوسط صدرت عنها اشعاعات نووية، ما أوحى بوجود صواريخ نووية في مصر، الأمر الذي أحدث فزعاً في اسرائيل ليرد الرئيس ريتشارد نيكسون بإصدار تعليماته لتأهب نووي "لكن الاتحاد السوفياتي تراجع ووافق على مشروع قرار اتخذه مجلس الأمن بمبادرة اميركية لتشكيل قوات طوارئ في الشرق الأوسط".