حذر رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد من تصريحات يطلقها سياسيون في الكويت وتؤدي الى اثارة الطائفية مثل الاقتراح الذي قدمه رجل الدين الشيعي محمد باقر المهري أخيراً بإدخال الفقه الجعفري الى مناهج التدريس الاسلامي في الجامعات والمدارس الكويتية ليدرسها الطلبة من السنة والشيعة معاً. ونسبت صحيفة "السياسة" الكويتية امس الى الشيخ صباح تحذيره خلال لقاء خاص مع رؤساء تحرير الصحف الكويتية أول من أمس "من بعض التصريحات التي تخلق الطائفية" ضارباً المثل على ذلك بتصريح المهري. وقال الشيخ صباح: "هذه مدارس الحكومة ولن يفرض عليها ذلك"، أما صحيفة "الوطن" فنسبت الى الشيخ صباح قوله: "يجب ألا يتدخل السيد المهري في مثل هذه الأمور، وسأستدعيه وأحذره بأننا لا نريد بلبلة". وكان المهري صرح ل"الحياة" بأن التقرير الذي نشرته وزارة الخارجية الأميركية أخيراً واشاد بالكويت لمنحها الشيعة ادارة قضائية خاصة بهم، ما شكل حافزاً له للمطالبة بمزيد من المكاسب للشيعة. وقال ان التغيير السياسي في العراق ونهوض الشيعة كقوة هناك سبب آخر لأن يطالب الشيعة في الكويت بمزيد من الاصلاحات. وكان المهري والتجمع التابع له تبنوا على مدى العام الماضي فكرة انشاء دائرة للوقف الشيعي واستجابت لهم الحكومة، غير ان المهري لا يمثل الاتجاه الرئيسي للاسلاميين الشيعة، اذ انه على خلاف شديد مع "التحالف الاسلامي الوطني" الذي يضم أبرز الناشطين الشيعة في المعارضة الكويتية. وقابل الاسلاميون السنة اقتراح المهري بتحفظ شديد، وقال النائب السلفي الدكتور وليد الطبطائي في تصريح ان مطالبات المهري "غير واقعية وتشجع على الفرز الطائفي للمجتمع الكويتي". واضاف: "لا شيء يمنع الشيعة في الكويت من دراسة وتعلم الفقه الشيعي ولكن ان يفرض على 85 في المئة من الطلبة من السنة دراسة مذهب آخر أمر غير منطقي وربما يولد ردود فعل متطرفة الكويت بغنى عنها". واشار الى ان "المناهج الاسلامية في المدارس في غالبتيها عامة ولا تركز على فقه معين، واذا أراد طالب شيعي الاستزادة من فقه المذهب فإن هناك وسائل اخرى لتحقيق ذلك"، ولاحظ انه في دولة مثل ايران "يدرس الفقه الشيعي وحده في المدارس الحكومية لأنه فقه الغالبية". وأهاب الطبطبائي بالمهري وجمعية علماء الشيعة "مراعاة الواقع الوطني وعدم الاستقواء بقوى عظمى مثل اميركا تثير موضوع الحريات الدينية في المنطقة لممارسة ضغوط سياسية ولبث الفتنة بين المسلمين وليس لتحقيق هذه الحريات أو الديموقراطية". الى ذلك، أكد الشيخ صباح خلال حديثه مع رؤساء تحرير الصحف صحة ما تردد على مدى اشهر عن تقديم وزير المال محمود النوري استقالته لأسباب صحية غير انه استبعد أي تعديل وزاري قريب.