قد تكون الحياة التشكيلية في العراق اليوم هي الاوفر انتاجاً والاكثر حضوراً بما تقدم، وبتميز، في الساحة الثقافية العراقية، من خلال تعدد نشاطاتها المتمثلة في استئناف قاعات العرض الخاصة - التي يديرها فنانون محترفون - اقامة المعارض، سواء منها المعارض الشخصية، او المشتركة بين عدد من الفنانين يتقاربون اتجاهاً فنياً، او يشتركون موضوعاً. في "قاعة حوار" في بغداد، تم افتتاح المعرض السنوي المشترك لعدد من الفنانين العراقيين وقد اعتادت هذه القاعة ان تقيمه كل عام. يشارك في هذا المعرض اكثر من خمسين فناناً تشكيلياً شملت اعمالهم الرسم والنحت والخزف... وهي اعمال قال عنها الفنان قاسم سبتي، مدير القاعة وأحد المشاركين في المعرض، "انها نتاج عام من عمل فنانين متميزين في عملهم الفني وفي اساليبهم الفنية، وقد تركت "حال الاحتلال" بصماتها على كثير من الاعمال المشاركة في هذا المعرض"، إذ جاءت كما يقول الفنان سبتي، "انعكاساً للمرحلة التي نعيشها اليوم في العراق، مثلها مثل التجارب الانسانية في الفنون". وأضاف: "ما تأكد لي، سواء في اعمال هذا المعرض ام في اعمال الفنانين العراقيين الآخرين ان الفن ذاكرة الشعوب". وينظر الفنان قاسم سبتي الى تأثير ما يعيشه الفنان، وكل فرد في المجتمع العراقي اليوم من اوضاع لها خصوصيتها التاريخية والانسانية والاجتماعية والثقافية ايضاً. فيرى أن "ستكون لهذه الايام الصعبة تأثيراتها في الفنانين العراقيين، وستكون لهذه الايام بصماتها على الحركة التشكيلية بل وعلى مجمل الحركة الثقافية في العراق"... تؤكد له ذلك - كما يقول - "معظم الاعمال التي ضمها هذا المعرض" وقد كان للنحت والاعمال النحتية فيه النصب الاوفر، وهو ما يشير - بحسب ما يرى - الى ظهور جيل جديد من النحاتين يرى مدير "قاعة حوار" انهم "من خلال اعتمادهم، في اعمالهم النحتية هذه، على البرونز والحجر انما يقاومون بفنهم هذا عامل الزمن، ويتحدون الدمار والتخريب بما يجدون فيه عنصر استمرار وبقاء". وباشرت "قاعة حوار" اقامة معرض في "دبي" في الامارات قبل أيام تحت عنوان: "رسالة حب من فناني العراق الى كل شعوب العالم"، يشارك فيه بأكثر من ستين لوحة عشرة فنانين يقول عنهم منظم المعرض انهم "اخذوا على عواتقهم مهمة تعريف العالم بالفن العراقي والفنان العراقي". وهم في الوقت نفسه، "يؤكدون ما لهم من شخصية فنية، فضلاً عما تعكسه هذه الاعمال من هموم". ويضيف: "هذا المعرض، ومعارض اخرى سبق ان اقمناها في بعض العواصم، ومنها باريس، تحاول ان تمد "جسراً فنياً" للتواصل بين بغداد وهذه العواصم".