أكد كتاب جديد لصحافي أميركي أسهم في كشف تفاصيل عمليات التعذيب في معتقل "أبو غريب" أن مسؤولين كباراً في الجيش ومجلس الأمن القومي الأميركيين تلقوا تحذيرات من جانب مسؤولين خاضعين لإمرتهم في عامي 2002 و2003، من تعرض معتقلين في عهدة القوات العسكرية لانتهاكات. وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن سيمور هيرش الكاتب في مجلة "نيويوركر" ذكر في كتابه الجديد "سلسلة القيادة: الطريق من 9/11 الى أبو غريب" أن محللاً في وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي زار مركز الاعتقال في قاعدة "غوانتانامو" في كوبا صيف عام 2002، وقدم تقريراً عن الانتهاكات فيه، ما لفت انتباه الجنرال جون غوردن نائب مستشارة الرئيس للأمن القومي كوندوليزا رايس. وتابع هيرش في كتابه أن غوردن أبلغ رايس بهذا الأمر وطرح موضوع الانتهاكات على النقاش معها ومسؤولين آخرين على رأسهم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، لكن لم يطرأ أي تغيير في هذا الصدد. وزاد أنه على رغم إبلاغ عدد من المسؤولين الكبار باستنتاجات محلل ال"سي آي اي"، لم يناقش الاجتماع الرفيع المستوى في البيت الأبيض هذه المسألة، لكنه تطرق الى ما اذا كان يجب اعتقال بعض السجناء. وأفادت "نيويورك تايمز" أن ضابطاً في الجيش الأميركي يعمل في مجال مكافحة المتمردين، علم بالانتهاكات في "أبو غريب" في تشرين الثاني اكتوبر الماضي، وأبلغ قائد القوات الأميركية في المنطقة جون أبي زيد ونائبه اللفتنانت - جنرال لانس سميث. ونقل هيرش عن الضابط قوله: "قلت لأبي زيد إن هناك انتهاكات منتظمة في السجون"، لافتاً الى أن "أبي زيد لم يقل شيئاً. نظر إلي كأنه أراد أن يقول: تابع. لا أريد أن أتعامل مع هذا الأمر". لكن الناطق باسم القيادة المركزية صرح أول من أمس: "لا يتذكر الجنرال أبي زيد أن ضابطاً ناقش معه قضايا محددة من الانتهاكات في أبو غريب قبل كانون الأول يناير الماضي". ونقلت الصحيفة عن هيرش أن "جذور فضيحة أبو غريب ليست في الميول الاجرامية لبعض الاحتياطيين في الجيش الأميركي... بل في اعتماد الرئيس الأميركي جورج بوش ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد على العمليات السرية، واستخدام القوة في مكافحة الارهاب".