قضية تعديل الدستور اللبناني لتمديد ولاية الرئيس إميل لحود أخذت أمس بعداً تصاعدياً مع تأكيد مصادر ديبلوماسية في باريس ل"الحياة" حصول اتفاق على مشروع قرار دولي يطالب سورية بالانسحاب من لبنان وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، سيعرض اليوم على مجلس الامن ويفترض ان يتم التصويت عليه مساء. وأكدت الديبلوماسيتان الفرنسية والأميركية اعتزامهما التقدم بمشروع القرار الذي يتضمن "آلية" العودة الى المجلس في حال عدم تنفيذ القرار، كما يتضمن الدعوة الى تفكيك جميع الميليشيات، اللبنانية وغير اللبنانية، وتجريدها من السلاح. وحتى منتصف أمس الثلثاء، لم يتلق أعضاء المجلس مسودة مشروع القرار. وقال أحدهم ان هذا تأخير وليس تأجيلاً. وبدت الولاياتالمتحدة مصرة على المضي بمشروع القرار، وقال مصدر أميركي: "نرى من المهم ان يكون لمجلس الأمن صوت في هذا الموضوع قبل اجتماع البرلمان اللبناني" مساء يوم الجمعة المقبل للمصادقة على تمديد ولاية لحود ثلاث سنوات. لكن مصادر قالت ان فرنسا واجهت مشكلة "توقيت" تتعلق بمشكلة الصحافيين الفرنسيين المخطوفين في العراق، اذ تريد ان تعمل مع الحكومات العربية لضمان اطلاق سراحهما وان تتجنب الانتقام من الموقف الفرنسي بإيذاء الرهينتين. وأكدت مصادر في البعثة اللبنانية لدى الاممالمتحدة انها لم تتلق اي موقف من الصين كما نشر وقيل انها تعهدت باستخدام حق النقض الفيتو ضد القرار. وكانت "الوكالة الوطنية للاعلام" الرسمية في بيروت اشارت الى ان "بعثة لبنان في الاممالمتحدة تلقت معلومات غير رسمية مفادها ان المناقشات غير الرسمية في المسودة الشفوية للمشروع الاميركي - الفرنسي لم تسفر حتى الآن عن أي توافق حول صيغة المشروع او عقد جلسة تتعلق به في ظل إبداء الصين اعتراضها على طرح اي شيء من هذا القبيل من حيث المبدأ وتلويحها باستعمال حق النقض". واستبعدت مصادر في مجلس الأمن ان تستخدم الصين الفيتو، واشارت الى ان النص ليس متوافراً وما زال من المبكر جداً التنبؤ بمواقف الدول منه. كذلك استبعدت المصادر ان ينال مشروع القرار دعم الصين أو روسيا أو الجزائر، ولم يكن واضحاً اذا كان سيحصل على الاصوات التسعة اللازمة. وقالت ان كل شيء رهن التعديلات والنص النهائي. وفي بيروت، دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري النواب الى الاجتماع السادسة مساء الجمعة المقبل من أجل التصويت على التعديل الدستوري، فيما تصاعدت حملة حلفاء سورية المؤيدين للتمديد على معارضيه وضد التحرك الاميركي - الفرنسي في مجلس الأمن. ودافع بري، في كلمة له في مهرجان الذكرى ال26 لاختفاء الإمام موسى الصدر في ليبيا، عن "خيار" سورية في شأن الاستحقاق الرئاسي في اشارة منه الى تأييده التمديد للحود. ورأى ان "الدور السوري في لبنان هو البديل الدائم عن الحل الاسرائيلي والدولي للهيمنة على المنطقة". وشن بري هجوماً عنيفاً على الاجهزة الامنية في لبنان وتدخلها في شؤون السياسيين والسياسة والقضاء. راجع ص 5 وأعلن وزير الخارجية جان عبيد ان مشروع القرار الاميركي الفرنسي في مجلس الامن يشكل ابتزازاً، وقال: "نحن نفصل فصلاً كاملاً بين المعالجة السياسية الداخلية وبين محاولة ابتزاز دولية تحاول ان تثير نزاعاً بيننا وبين اشقائنا". وأبلغ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط "الحياة" رداً على سؤال حول تزامن التحرك الدولي ضد سورية مع معارضته التمديد انه "حينما أشعر بخطر على سورية اتحرك". وقال مصدر في كتلة "اللقاء النيابي الديموقراطي" التي يترأسها جنبلاط ان الاخير "لا يطعن بالظهر، لكن موقفه ضد التمديد للحود مبدئي وضد عسكرة النظام".