تواصلت ردود الفعل المؤيدة والمعارضة في بيروت على احالة الحكومة اللبنانية اول من امس السبت، مشروع قانون بتعديل الدستور لتمديد ولاية رئيس الجمهورية اميل لحود ثلاث سنوات وكان ابرزها اعلان البطريرك الماروني نصرالله صفير اسفه الشديد لما قرره مجلس الوزراء معتبراً انه يخرج عن المألوف و"دبِّر في الليل ونفذ في النهار". ودعا رئيس الحكومة السابق الدكتور سليم الحص الى تغيير رئيسي مجلسي النواب نبيه بري والحكومة رفيق الحريري في سياق حديثه عن التمديد للحود الذي اكد انه يكن له كل احترام ولا اعتراض عليه. راجع ص 8 في هذا الوقت تصاعدت المواقف الدولية المعارضة للتمديد، بينما توقعت مصادر لبنانية ان ينعقد مجلس النواب للتصويت على التعديل الدستوري للتمديد للحود يوم الاثنين المقبل في 6 ايلول سبتمبر. وفي باريس أبلغ مصدر فرنسي رفيع المستوى "الحياة" ان المشاورات بين دول مجلس الامن اصبحت في مرحلة متقدمة جداً لوضع مشروع قرار في المجلس يطالب سورية باحترام سيادة لبنان واستقلاله والديموقراطية فيه والمسارات الانتخابية. وقال: "الموقف السوري احدث صدمة لدى المسؤولين الاميركيين ومن بينهم مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس والشركاء الاوروبيون، خصوصاً ان المسار تم بمثل "هذه الوقاحة" على رغم كل التنبيه الدولي والحوار مع المعنيين الذي سبق". وأوضح المصدر ان المشروع يطالب سورية بشدة بضرورة احترام سيادة لبنان واستقلاله، مؤكداً ان هناك موافقة تامة عليه من جميع اعضاء مجلس الامن في طليعتهم الولاياتالمتحدة التي صُدمت بالموقف والتحدي السوريين وأعضاء مجلس الامن الاوروبيين فرنسا وبريطانيا واسبانيا وألمانيا. وأشار المسؤول الى ان وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ابلغ الرئيس السوري بشار الاسد بتقدم هذه المشاورات في شأن قرار مجلس الامن وشرح له اسبابه لكنه لم يتسلم اي اجابة منه حول هذا الموضوع. وتابع المسؤول "ان الصدمة التي اثارها مسار التعديل الذي كان مسار تخويف" ادى الى رد فعل دولي سريع وان الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيتناقش في هذا الموضوع اليوم مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الالماني غيرهارد شرودر في روسيا حيث يعقد لقاء ثلاثي بين الثلاثة كان مقرراً منذ فترة. ووصف المصدر الفرنسي مسار تعديل الدستور بأنه خرق للشرعية رغم توقيع رئيس الحكومة اللبنانية عليه لأنه "كان توقيعاً تحت التهديد". وتابع المصدر: "هذا غير مقبول لا فرنسياً ولا دولياً واوروبا وفرنسا تعمل يداً في يد مع الولاياتالمتحدة من اجل هذا القرار الذي سيوضع بسرعة وفي ايام قليلة. وهل سيؤدي القرار الى تراجع سورية عن قرار التمديد للحود، قال المسؤول: "من الواضح انه لا يمكن لأي دولة ان تتصدى للشرعية الدولية كما تفعل سورية في هذا المسار الشرعي". وفي بيروت قالت مصادر واسعة الاطلاع ل"الحياة" ان الادارة الاميركية كانت ابلغت المسؤولين اللبنانيين والسوريين موقفها، سواء بالقنوات الديبلوماسية، ام اثناء زيارة نائبة مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط اليزابيت ديبل. وذكرت المصادر نفسها ل"الحياة" ان موقف واشنطن تضمن نقاطاً عدة تبلغتها بيروتودمشق هي: 1- يجب الاّ تستهينوا بجدية موقفنا المبدئي المعارض للتمديد للرئيس لحود. 2- ان رفض واشنطن هذا الخيار لا علاقة له بالاشخاص او بأسماء تريدها بديلاً للحود بل هو موقف يتعلق بمسألة عدم التدخل في امور لبنان الداخلية. 3- ان موقف واشنطن ليس منفرداً بل يتم بالتنسيق مع سائر الدول الاوروبية المعنية. 4- اذا لم تحترم سيادة لبنان ومبدأ عدم التدخل في اختيار رئيسه "فستكون هناك مشكلة". وعلمت "الحياة" ان مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز الذي ساهم في صوغ هذه المواقف، سيبحث الموقف من الاستحقاق الرئاسي اثناء زيارته دمشق في التاسع من ايلول سبتمبر المقبل. كما انه سيزور بيروت للغاية نفسها في 12 ايلول. وفي دمشق اعتبرت مصادر ديبلوماسية ان زيارة بيرنز، الاولى منذ زيارة وزير الخارجية كولن باول في أيار مايو العام الماضي، "دليل اضافي الى وجود تيارين في الادارة الاميركية احدهما يريد الحوار مع سورية وآخر يريد التصعيد والضغط".