أفادت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس أنه خلافاً لتقارير صحافية عن تقدم في الاتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة في شأن مطلب الأخيرة وقف البناء في المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، فإن الطرفين لم يتفقا على المسائل المختلفة المتعلقة بهذه القضية «لا بل هناك خلاف جديد بينهما في شأن عدد البؤر الاستيطانية غير الشرعية المطلوب من إسرائيل تفكيكها». وكتبت أنه فيما تتحدث إسرائيل عن 23 بؤرة فقط، فإن واشنطن تتحدث عن أكثر من مئة بؤرة أقيمت في العقد الأخير ينبغي تفكيكها. وأضافت الصحيفة أن مسألة التغلب على نقاط الخلاف بين الجانبين في شأن وقف البناء مدرجة على جدول أعمال اللقاء الذي كان مقرراً بين وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في لندن أمس. وقالت إن واشنطن ترفض المطلب الإسرائيلي بإخراج مدينة القدسالمحتلة ومحيطها الذي يعج بالمستوطنات من دائرة المستوطنات المطلوب وقف البناء فيها، كما أنها لا تعتزم الموافقة على الطلب الإسرائيلي بالبناء في الكتل الاستيطانية الكبرى للتجاوب مع «التكاثر الطبيعي»، إلى جانب رفضها مواصلة بناء الوحدات السكنية والمباني قيد الإنشاء. وتابعت الصحيفة أن الخلاف الأكبر يتناول عدد البؤر الاستيطانية العشوائية غير القانونية، والمقصود المواقع الاستيطانية الصغيرة التي أقيمت منذ أواخر تسعينات القرن الماضي في شكل عشوائي على أراض خاصة في أنحاء الضفة الغربية ومحيط القدس من دون إذن رسمي من السلطات الإسرائيلية ولأجل ذلك تعتبر «غير قانونية» حتى في القاموس الإسرائيلي. وكانت إسرائيل في إطار قبولها «خريطة الطريق» الدولية التزمت تفكيك البؤر التي أقيمت بعد تسلم رئيس الحكومة السابق أرييل شارون مهماته في آذار (مارس) عام 2001. وعين شارون المحامية من النيابة العامة طاليا ساسون لوضع خريطة بالبؤر، فعادت مع قائمة تشمل أكثر من مئة بؤرة «غير قانونية» أوصت الحكومة بإزالتها، لكن شارون وحكومته وضعا التقرير في الدرج فيما عملت وزارة الدفاع على إضفاء الشرعية على غالبية البؤر من خلال إلحاقها بالمستوطنات الكبرى «القانونية» القريبة منها، وبقيت 26 بؤرة لم تتمكن الوزارة من «شرعنتها». وأزالت إسرائيل ثلاث بؤر فقط ووعدت مراراً بإزالة الأخرى (23)، لكن تبين أخيراً أن وزارة الدفاع تخطط لنقل مستوطني البؤر إلى مستوطنات قائمة، ما يستدعي بناء مئات الوحدات السكنية لاستيعابهم. من جهتها، تصر واشنطن على أن عدد البؤر المطلوب إزالتها يفوق المئة، معتمدة على تقارير للأمم المتحدة ولحركات إسرائيلية مناهضة للاستيطان. من جهتها، أعربت أوساط قريبة من رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو عن أملها في أن تخفف واشنطن من تشددها في قضية البناء في المستوطنات. ورأت هذه الأوساط في حديث نتانياهو في جلسة الحكومة أول من أمس عن قبول إسرائيل حل الدولتين (تحت الشروط الكثيرة التي وضعها)، وحقيقة أنها المرة الأولى التي ينطق فيها رئيس الحكومة بمصطلح «حل الدولتين للشعبين»، رسالة إلى واشنطن عشية لقاء باراك – ميتشل في لندن تقول إن إسرائيل تتجاوب مع مطلب الرئيس الأميركي الاعتراف بحل الدولتين، وعليه تأمل في أن تخفف واشنطن في المقابل من ضغطها في مسألة الاستيطان.