عبّر محامو الحزب الديموقراطي الأميركي ونواب جمهوريون معتدلون عن اعتراضهم أمس، على اعلان تلفزيوني أطلقته مجموعة سابقة من ضباط الجيش الأميركي تستهدف رصيد المرشح الديموقراطي جون كيري في حرب فيتنام، وتصف ادعاءاته البطولية ب"الكاذبة"، وتدعو الى "انتزاع ميدالياته". وبعث المحامون برسالة الى شبكات التلفزيون طالبوا فيها "باتخاذ إجراءات قانونية ووقف عرض الاعلان. وفي وقت اتهمت حملة كيري الجمهوريين بتمويل الاعلان، نفى ستيف شميت الناطق باسم حملة بوش اي علاقة بالاعلان أو بمنظميه. وتزامن اعلان المجموعة مع اطلاق حملة بوش اعلانات باللغة الاسبانية لجذب الأصوات اللاتينية والتي تمثل أكبر أقلية أميركية 40 مليوناً والمتوزعة في ولايات "ذهبية" مثل فلوريدا ونيو مكسيكو وأريزونا ونيفادا وكاليفورنيا. ويصور الاعلان الرئيس بوش بقميص غير رسمي وخلفه أعلام دول كوبا وفنزويلا ومكسيكو. ويقول بالاسبانية: "أنا الرئيس بوش وأنا أوافق على هذه الرسالة". ويميل الصوت اللاتيني - الأميركي بغالبيته الى الديموقراطيين بنسبة اثنين لواحد، بحسب استطلاعات مركز "بيو" للأبحاث. ويبقى وجوده في ولايات حاسمة ورقة بيد الحزبين، ويراه البعض سبباً رئيسياً في فوز بوش في الدورة السابقة، وخصوصاً في ولاية فلوريدا التي أخذها الجمهوريون بفارق 537 صوتاً. وتساعد جذور عقيلة المرشح الديموقراطي تيريزا هاينز كيري البرتغالية واتقانها الاسبانية والبرتغالية على استرضاء الجالية، كما يساهم وجود حاكم ولاية نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون اللاتيني الأصل ضمن الحملة الديموقراطية، وتشديد كيري على اصلاح أمور الهجرة والضمان الاجتماعي، في استمالة هذا الصوت. وفي الوقت نفسه، اظهر استطلاع للرأي امس، ان المرشح الديموقراطي يتقدم بفارق كبير على بوش في ولاية كاليفورنيا التي يميل ناخبوها للتصويت لمصلحة الحزب الديموقراطي على رغم ان اصواتها ذهبت اخيراً الى الممثل آرنولد شوارزنيغر الذي فاز بحاكمية الولاية مرشحاً للحزب الجمهوري. وأشار الاستطلاع الى ان 51 في المئة من الكاليفورنيين يفضلون كيري، في مقابل 40 في المئة يؤيدون بوش. وقال كيري "ان هذه الادارة فشلت ديبلوماسياً في الحرب على العراق، ولم تف بوعدها باستنفاد كل الوسائل الديبلوماسية قبل ضرب بغداد"، وأكد عزمه على "قلب الآية، بعزل المتطرفين الاسلاميين في العالم، وليس عزل أميركا". وفي الوقت نفسه، وجه الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون انتقاداً لاذعاً لخليفته في البيت الابيض من دون ان يسميه، متهماً اياه ب"اضعاف الحرب على الارهاب". واعتبر كلينتون الذي يقوم بزيارة لكندا من اجل الترويج لكتابه الاخير "حياتي"، ان الحرب على العراق افقدت الحرب ضد "القاعدة" موارد حيوية.