على رغم محاولات الحكومة السعودية المستفيضة لتنمية السياحة الداخلية وتنافس مدن المملكة لاجتذاب السياح من خلال العروض والمهرجانات والتخفيضات المعلنة، إلا أن السياحة الخارجية ما زالت الخيار الأول للعوائل السعودية حيث من المتوقع أن يقضي اكثر من 7 ملايين سائح سعودي إجازاتهم في الخارج هذا العام. وتأتي دول شرق آسيا و ماليزيا تحديداً في المقام الأول يليها لبنان ومصر ودبي عربياً. يقول مدير عام "وكالة بن غيث للسفر والسياحة" احمد محمد بن غيث: "من المتوقع أن تشهد السياحة الخارجية زيادة تقدر ب30 في المئة عن العام الماضي" مرجعاً السبب الى النمو المالي الكبير في السعودية هذا العام وحصول المواطنين على أرباح كبيرة في سوقي الأسهم والعقارات بما ينعكس إيجاباً على السياحة الخارجية والداخلية معاً. كما أن ظروف المنطقة السياسية الهادئة نسبياً ستساعد في زيادة الاصطياف الخارجي الذي حد منه أيضاً انتشار مرض "السارز" في دول شرق آسيا العام الماضي. فكل الظروف السابقة ستؤدي الى نمو سوق السياحة في المملكة هذا العام. وأضاف يقول أن ماليزيا التي زارها أكثر من 70 ألف سعودي العام الماضي ما زالت الخيار الأول للعوائل السعودية، وتوقع أن يقفز عدد زوارها هذا العام الى أكثر من 100 ألف سائح سعودي وهو رقم يشكل 30 في المئة من إجمالي السواح السعوديين في الخارج. وعن التزاحم على ماليزيا بالتحديد قال ابن غيث "إن مجتمع ماليزيا المحافظ يتناسب مع رغبات العائلات السعودية إضافة الى انخفاض أسعارها مقارنة مع دول أخرى وطقسها الصيفي الجيد وتوافر الأمن الذي هو من أول مقومات السياحة في هذا البلد. وذكر ابن غيث أن ارتفاع سعر صرف اليورو لن يؤثر بشكل كبير في عدد سواح أوروبا المقدر ب25 في المئة من عدد سواح الخارج، وأضاف "أن انعدام الطلب كلياً على السياحة في أميركا في العامين السابقين جعل زوارها يتحولون باتجاه أوروبا، كما أن شريحة زوار أوروبا هم من طبقات المجتمع الغنية ومن المستبعد أن تغيّر هذه الفئة تفضيلاتها". وأشار ابن غيث الى دخول جزر المالديف واستراليا الى تفضيلات السائح السعودي هذا العام، مقدراً نسبة زوار الأخيرة ب3 في المئة من عدد المصطافين الإجمالي ومرجعاً السبب الى طبيعة هذا البلد، إضافة الى تحول العديد من طلاب جامعات أميركا السابقين الى جامعات استراليا ما جعلها خياراً مفضلاً للعازبين والعائلات الصغيرة. من جهته، يحذر مدير عام "وكالة فرسان للسفر والسياحة" خالد السجان من مساوئ عروض "مشاركة الوقت" time share التي تنشط في السعودية في أيام الصيف لأنها تحكم المسافر بالمكان والزمان والبرنامج فلا تعود له أية خيارات في كيفية قضاء وقت اجازته، كما انها مكلفة مادياً في منطقة الشرق الاوسط تحديداً لأن السائح سيجد عروضاً أرخص وأفضل اضافة الى تلاعب بعض الشركات العارضة، فهذه الخدمات وصعوبة استرداد ما دفعه الزبون لأنها ليست شركات سعودية ولا تنطبق عليها أنظمة البلاد. ويوضح السجان ان فترة الصيف تشهد ما يزيد عن 7 ملايين مسافر يشكل العائدون الى بلدانهم 70 في المئة منهم والباقي من السواح، كما ان ثمة عائلات تسافر وتعود ثم تسافر مرة أخرى وهذا ما يخلق ازدواجية في أرقام السياحة الخارجية، إضافة الى أن مصطافي بلاد الشام يستخدمون السيارات وحافلات النقل الجماعي ولذلك يجب زيادة هذه الفئة لمعرفة أعداد السواح السعوديين بشكل دقيق. ويتفق السجان مع ابن غيث حول زيادة نسبة سواح الخارج هذا العام بما لا يقل عن 20 الى 30 في المئة عن العام الماضي، وأن تشهد ماليزيا موسماً سياحياً كبيراً من السعوديين. ويختم حديثه بالتحذير من بعض العروض قائلاً ان الفنادق وان تشابهت في الاسماء والدرجات إلا انها تختلف من حيث الخدمة التي يجدها الزبون، وهذا ما يجب أن يحرص عليه المسافرون من خلال سؤال وكلاء سفرهم عن جميع المزايا والخدمات واستخدام الانترنت لتصفح ومشاهدة مواقع هذه الفنادق.