توقع عدد من العاملين والمتخصصين في قطاع السفر والسياحة ارتفاع معدلات سفر السعوديين للسياحة في الخارج العام الحالي بنسبة 10 في المئة، مقارنة بالعام الماضي. وعزا هؤلاء في حديثهم ل«الحياة» سبب الارتفاع إلى التأثير المحدود للأزمة العالمية على السعودية، وبالتالي عدم تأثر قطاع السياحة والسفر في السعودية، مستبعدين أن يؤثر مرض أنفلونزا الخنازير في سفر السعوديين للسياحة في صيف هذا العام، خصوصاً أن الدول المنتشر فيها المرض لا تجد إقبالاً كبيراً من السعوديين. وقال رئيس لجنة السفر والسياحة في «غرفة الرياض» الدكتور ناصر الطيار: «لن يؤثر انتشار مرض أنفلونزا الخنازير على قطاع السياحة والسفر السعودي، خصوصاً أن الدول التي انتشر فيها المرض ليس عليها إقبال من السعوديين». وأشار إلى أن عدد السعوديين الذين سافروا إلى أميركا العام الماضي لم يتجاوز 10 آلاف مواطن، غالبيتهم كان لإغراض علاجية ورحلات عمل ودراسة، وقال: «نسبة السياح السعوديين لأميركا العام الماضي كانت ضئيلة جداً، لا سيما أن غالبية المسافرين لها كان لديهم دوافع أخرى غير السياحة». ولفت الطيار إلى أن اتجاه السعوديين هذا العام سيكون للدول القريبة نظراً لقصر إجازة صيف هذا العام لدخول شهر رمضان في 22 آب (أغسطس)، ما سيؤثر على وجهة سفرهم، وقال: «دخول رمضان هذا العام في أوخر شهر أغسطس غيّر جهة الكثيرين الذين يفضلون السفر للدول العربية القريبة من السعودية إضافة إلى ماليزيا». وأضاف: «جميع مقاعد الطائرات خلال الصيف حجزت بالكامل لماليزيا ومصر ولبنان من الآن». وبين أن عدد المسافرين إلى الدول الأوروبية سينخفض العام الحالي، خصوصاً أن مواعيد التأشيرات على مواقع السفارات تبدأ من 15 تموز (يوليو)، والبعض منها في شهر أيلول (سبتمبر)، وقال: «في كلا الحالتين لن يتمكن السائح السعودي من الاستمتاع بإجازته في دول أوروبا لقصر فترة الإجازة، فان كانت مواعيد التأشيرات تبدأ في 15 يوليو فهذا يعني منتصف الإجازة، ما يعني قصر مدة الإجازة وبخاصة مع دخول شهر رمضان في منتصف صيف هذا العام». ولفت إلى أن السعوديين يفضلون العودة للسعودية وقضاء شهر رمضان في بلادهم. من جانبه، قال نائب رئيس لجنة السياحة في غرفة الرياض وليد السبيعي: «هنالك ارتفاع في عدد المسافرين السعوديين هذا العام، ونتوقع زيادة لنسبة ب10 في المئة عما كانت عليه العام الماضي، خصوصاً أن عدد المسافرين في إجازة منتصف العام الماضية بلغ 390 ألف سائح خلال أسبوع». وأضاف: «من المتوقع إن يسافر هذا العام مليون سائح سعودي، ونتوقع أن يصل حجم إنفاقهم خلال الصيف إلى 6 بلايين ريال»، مشيراً إلى أن وجهة السياح السعوديين تتركز على الدول التي لا يتطلب السفر إليها أخذ تأشيرات، مثل ماليزيا وتركيا، إضافة إلى الدول العربية مثل مصر ولبنان. وتابع: «كما نتوقع ارتفاع عدد السياح إلى بريطانيا بعدما منحت السعوديين تأشيرات مفتوحة ممتدة من خمس إلى عشر سنوات». وأضاف: «هنالك اقبال كبير من قبل السعوديين على السفر لتركيا على رغم ارتفاع مستوى المعيشة فيها، وهذا يعود إلى أن دخول تركيا لا يتطلب الحصول على تأشيرة، وتوقع أن يبلغ عدد السعوديين المسافرين لتركيا هذا العام 200 ألف سائح، خصوصاً أن تركيا أخذت احتياطاتها لاستيعاب عدد السياح السعوديين المتزايد، من خلال زيادة عدد من الرحلات من المحطات السعودية الرئيسية، واستخدام طائرات ذات سعة مقعديه أكبر». واستدرك بالقول: «لا تزال ماليزيا تحتل المرتبة الأولى من حيث إقبال السياح السعوديين للسفر إليها في مواسم الصيف، إذ من المتوقع أن يبلغ عدد السياح هذا العام 400 ألف سائح قياساً بحركة الطيران المجدولة في صيف هذا العام». وأشار إلى أن المشكلة التي تواجه السائح السعودي لدول أوروبا تكمن في صعوبة الحصول على التأشيرة، وقال: «من بين كل 100 سائح سعودي يرغب في قضاء إجازة الصيف في دول أوروبا يحصل 40 مسافراً فقط على التأشيرات، بسبب التعقيدات التي تفرضها السفارات الأوروبية». واستطرد السبيعي قائلاً: «بعثنا لوزارة الخارجية السعودية بالمشكلات التي تواجه السعوديين في الحصول على تأشيرات لدول الاتحاد الأوروبي، ونأمل في تعديل تلك الإجراءات بحيث تكون هناك مرونة فيها». في حين قال عضو لجنة السفر والسياحة في «غرفة الرياض» أحمد بن غيث، أن الأزمة المالية العالمية لم تؤثر في السعودية بشكل كبير، وهذا أسهم في عدم تأثيرها في قطاع السياحة، الذي شهد نمواً كبيراً خلال الفترات الماضية». وأضاف: «إن انتشار أنفلونزا الخنازير ليس بذلك الحجم في الدول التي يتوجه إليها السعوديين، لذا فمن المستبعد أن يؤثر المرض على صيف هذا العام»، مشيراً إلى أن ماليزيا لا تزال تتصدر المركز الأول من حيث إقبال السعوديين، وتعد ماليزيا والدول العربية أكثر المحطات التي يرغب السعوديين السفر إليها خلال صيف هذا العام، تليها تركيا.