تصدرت الدول الأوروبية وجهات سفر السياح السعوديين لموسم صيف 2012 لأجوائها المنعشة والأمن والاستقرار الذي تحظى به، فيما التحقت بيروتبالقاهرة ودمشق اللتين هجرهما السواح بعد الربيع العربي، بعد النزاعات الطائفية التي شهدتها أخيراً. وبحسب العاملين في قطاع السفر والسياحة، فإن الطلب زاد أيضاً على السفر إلى أميركا وتركيا وماليزيا ودبي، بناء على القوة الشرائية لكل شريحة من المسافرين، مؤكدين أن السعوديين سيقسمون سياحتهم هذا الصيف على مرحلتين، الأولى ستكون قبل شهر رمضان والأخرى في عيد الفطر، ما يعزز من مكاسب السوق هذه المرة. وقال مدير وكالة ابن غيث للسفر والسياحة أحمد بن غيث إن بحث السياح السعوديين عن الراحة والاستجمام والأمن والاستقرار، جعلهم يبتعدون عن دول الربيع العربي أو تلك المحيطة لها، ففضلوا الدول الأوروبية عن سواها. وأضاف: «كان هناك زيادة في السفر هذا الموسم إلى أميركا وتركيا وماليزيا، ودبي للسياح الراغبين في قضاء فترات قصيرة». وأشار ابن غيث إلى أن النزاعات الطائفية الأخيرة التي حدثت في لبنان في الفترة الأخيرة، دفعت الكثير من السياح السعوديين إلى إلغاء حجوزاتهم إلى بيروت، إذ لم يعد هناك أي سعودي يذهب إلى تلك المنطقة إلا لأمر مهم، واكتفت الخطوط الجوية المسافرة إلى هناك بالمسافرين اللبنانيين من دون سواهم. وذكر أن صيف هذا العام سيقضيه السياح السعوديون على فترتين، فستكون رحلتهم الأولى في الفترة التي تسبق دخول شهر رمضان المبارك، فيما الأخرى خلال عيد الفطر المبارك، ما يعني مزيداً من الخيارات أمامهم لم يحظوا بها خلال الأعوام الماضية، وسينتظرون عامين حتى تكون إجازتهم كاملة بعد الشهر الكريم. من جهته، لفت المدير العام لمجموعة الطيّار للسفر والسياحة الدكتور ناصر الطيّار إلى استحواذ بلدان أوروبا على النصيب الأكبر من رغبات السعوديين السياحية هذا الصيف، فيما كانت أميركا وتركيا وماليزيا في الترتيب الذي يلي أوروبا. وزاد: «السعوديون ذوو القدرات المالية المحدودة والذين كانت رحلاتهم خلال الأعوام الماضية التي سبقت الثورات العربية إلى القاهرة ودمشق وبيروت، كانت الخيارات أمامهم محدودة فلم تزد عن وجهتي ماليزيا ودبي، وذوو الدخل المرتفع والقوة الشرائية العالية اتجهوا إلى أميركا ودول أوروبا». وأبان الطيّار أن التطورات المفاجئة في بيروت جعلت جميع السعوديين يحجمون عن السفر إليها، إذ اكتفت خطوط الطيران الناقلة إلى هناك بنقل عدد من اللبنانيين أو من لهم أقارب في البلد أو من أصول لبنانية. وأوضح أن السعوديين في موسم سياحة هذا الصيف ستكون أعدادهم متوزعة على فترتين، ما قبل رمضان وما بعده، وستكون لهم رحلتان يقضون فيها فترات استجمامهم، ولذا قد تتقلص أعدادهم في فترة عن أخرى. وعلى ذات الصعيد، أكد المشرف على وكالة الرياض للسياحة والسفر منصور القحطاني أن بريطانيا وأميركا تتصدران وجهات سفر السعوديين في صيف 2012، تليهما فرنسا وإيطاليا، فيما يعد الطلب على إندونيسيا أكبر منه على ماليزيا هذا الموسم آسيوياً، منوهاً إلى أن دبي يكثر الطلب عليها أيضاً في هذا الصيف. وحول السفر إلى لبنان بعد الأحداث السياسية المضطربة أخيراً، قال القحطاني: «لا يوجد حجوزات للسعوديين إلى هناك، الرحلات خالية، ليس هناك طلب على بيروت كما كان يحدث في الأعوام الماضية». وأشار القحطاني إلى أن الثورات العربية قلصت من خيارات السفر أمام السعوديين، وأصبح الذهاب إلى القاهرةوبيروت مثلاً لا يتم إلا في نطاق ضيق ومحدود، ولمن هم أصبحوا أمام أمر واقع ومهم لإنهاء أعمالهم الضرورية.